الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تشكيل الحكومة والهلع من كورونا ..أبرز اهتمامات الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تصدر اهتمامَ الصحف التونسية، هذا الأسبوع، موضوعان رئيسيان هما تشكيل الحكومة الجديدة ونيلها ثقة البرلمان، وهاجس فيروس كورونا الذي يزحف باتجاه بلدان عديدة ومنها القريبة من تونس على غرار إيطاليا.

وتابعت الصحف التونسية في المقام الأول أخبار التوافق على تركيبة الحكومة ونجاحها في عبور الإمتحان أمام مجلس النواب، وتحدثت عن "الصورة التاريخية" التي رسَخت في أذهان التونسيين خلال موكب تسليم مهام الحكم رسميا، مشيرة إلى أن هذه اللحظة "توجت آخر حلقات مسار طويل وشاق ومتعب ومعقد من تشكيل حكومة منبثقة عن انتخابات أكتوبر 2019.

إلا أنه بغض النظر عن هذه اللحظة أو الصورة التاريخية، تساءلت صحف عديدة: "هل تملك الحكومة الجديدة إمكانيات تجسيد الأهداف والمشاريع الكبرى التي تحدث عنها رئيس الحكومة في ظل الإنهيار الإقتصادي وعجز الميزانية وتراكم الديون والإحتقان الإجتماعي؟"

وأجمعت الصحف على أن الوضع العام الذي تسلمت فيه حكومة الفخفاخ مهامها يتسم بكثير من الصعوبة، معتبرة أن "الوضع الإقتصادي ليس في أحسن أحواله، والوضع المالي للدولة حرج بحكم عجز الميزانية وقلة الموارد المالية وارتفاع نسبة المديونية وحلول آجال تسديد القروض، إلى جانب الوضع الإجتماعي المتقلب بسبب تنامي البطالة وارتفاع معدلات الفقر وغلاء الأسعار وارتفاع معدل الجريمة وتراجع ثقافة العمل وانتشار الفساد".

وتوقعت جريدة (الصباح) أن حكومة الفخفاخ ستكون في مواجهة معارضة قوية لا عدديا فقط بل نوعيا، نتيجة اختلاف التوجهات والرؤى منذ البداية بين مختلف مكونات الحزام السياسي لحكومته.

وأكدت صحيفة (الشروق) من جانبها، أن التونسيين يعلقون آمالا عريضة على هذه الحكومة الجديدة "لتكون أكثر جدية ورصانة في التعامل مع الوضع العام وتبتعد أقصى ما يمكن عن المراهقة والصبيانيات"، حسب تعبيرها. 

إلا أنها استدركت قائلة: "الأحلام وحدها لا تكفي والنوايا لا تقود بالضرورة إلى الجنة خاصة أن تركيبة الحكومة تفتقد إلى الحد الأدنى من التجانس".

واعتبرت جريدة (الصحافة) أن "الخوف لا يقف اليوم عند حدود صمود الحكومة من عدمه وإنما صمود المعارضة أيضا وحسن أدائها، إلا أنها لاحظت أن النواب الـ77 الذين رفضوا حكومة الفخفاخ لا يجمع بينهم شيء ولا أمل في وحدتهم حتى على أرضية الحد الأدنى من البرامج أو المهام".

وفي متابعتها لحالة الفزع التي تجتاح العالم بسبب مخاطر انتشار فيروس كورونا، قالت جريدة (الصحافة) في مقال إفتتاحي، إن "الوحش الذي تحدث عنه غرامشي هو بصدد النهوض لالتهام هذا العالم الذي بدأ في الإحتضار"، متسائلة " من صنع فيروس كورونا ومن أي المخابر خرج على الناس؟"

وأضافت:"بما أن إيطاليا على مرمى نظر من الحدود التونسية فإنه من حق المواطنين أن يعبروا عن خشيتهم من تسرب الفيروس، وفي ذلك الطامة الكبرى على التونسيين المتعبين بطبيعتهم، فلا حول لهم ولا قوة ولا مال ولا عتاد لمقاومة هذا الوباء الفتاك".

وفي سياق متصل، اعتبرت جريدة (الصباح) أن "الإقتراب المخيف لفيروس كورونا يأتي بالتزامن مع تسلم الحكومة الجيدة مهامها بما يضع أمامها رهانا وتحديا كبيرا لوضع خطة وقائية متكاملة بين مختلف الوزارات توقيا من انتشار لهذا الفيروس".

ولاحظت جريدة (الشروق) "أن حالة من المخاوف تسود هذه الأيام الوضع العام في البلاد على مستويين بارزين: الأول يتعلق بمخاطر فيروس كورونا والثاني بمخاطر انحباس الأمطار وتأثيراته المنتظرة"، مؤكدة أن الوضع أصبح يستدعي تحركا عاجلا على مستوى مجلس الأمن القومي.

ولم يغب الوضع الصعب الذي تعيشه المؤسسات العمومية، عن اهتمام الصحف التي أشارت إلى أن قيمة العجز الحاصل بها مع نهاية 2019 الى ما يناهز 7 مليار دينار تونسي، أي أكثر من نصف حاجيات البلاد من القروض المبرمجة في السنة الجارية.

-0- بانا/ي ي/ع د/01 مارس 2020