الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تشكيل حكومة كفاءات مستقلة عن الأحزاب يتصدر اهتمامات الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- استأثرت مشاغل الشأن المحلي في تونس باهتمامات الجرائد الصادرة هذا الأسبوع، وفي مقدمة تلك المشاغل المشاورات لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة وتداعياتها على المشهد السياسي مستقبلا، ونوايا التصويت، حسب استطلاع للرأي، إضافة إلى تسليط الضوء على مستجدات الوضع الوبائي بخصوص فيروس كورونا، ومتابعة تصاعد موجات الهجرة السرية بشكل لافت انطلاقا من السواحل التونسية.

ولاحظت جريدة (المغرب) أنه مع بداية العد التنازلي للمهلة الدستورية لتشكيل الحكومة المنتظرة، تتزايد الضغوطات على هشام المشيشي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وخاصة من قبل الأحزاب الرافضة لخياره تشكيل حكومة كفاءات مستقلة تماما عن الأحزاب.

وهنا، اعتبرت (جريدة الصحافة) أن الأزمة، اليوم، ليست أزمة حكومة سواء أكانت حكومة كفاءات مستقلة أو حكومة سياسية، بل هي "أزمة حكم هجين تحاول فيه الطبقة السياسية أن تبتدع إشكالات غريبة من الحكم تسميها ديمقراطية وتغلفها بشعار على غرار "الإنتقال لاستحقاقات الثورة والظرف الراهن" خدمة لآجنداتها الداخلية وارتباطاتها الخارجية.

وفي تقدير (جريدة الشروق) "نجح هشام المشيشي باختياره حكومة دون أحزاب، في التقاط ما يريده أو ما يأمله المواطن التونسي بعد عشر سنوات من العنتريات الحزبية وراء شاشات الفضائيات ومصدح الإذاعات دون أن يرى إنجازا واحدا يمكن أن يمنحه الأمل في تغيير حياته نحو الأفضل".

والسؤال الأساسي الذي طرحته أكثر من جريدة هو: هل أن الأحزاب الوازنة ستقبل بهذه الوضعية بصفة جدية أم أنها ستناور أي ستمنح الثقة للحكومة القادمة مع العمل على إضعافها وربما الإستعداد خفية لإسقاطها؟.

وفي تقدير كتاب الإفتتاحيات "أن العديد من الكتل والنواب لن يغامروا بإسقاط حكومة تم استبعاد الأحزاب منها لخشيتهم أن يفتح الباب أمام انتخابات (برلمانية) جديدة قد لن تعيدهم إلى البرلمان أصلا".

وأوضحت أن المشيشي ومن ورائه رئيس الدولة قيس سعيّد يدركان أن لا أحد من الأحزاب مستعد لانتخابات نيابية مبكرة "بعد أن تعرى جميعهم أمام الناخبين نتيجة الخلافات المتكررة والصراعات التي لا تنتهي من أجل مصالح الأحزاب الضيقة".

وهنا تقول جريدة (الصباح): نجح المشيشي ومن ورائه قيس سعيّد في بناء واقع سياسي جديد، سيدفع الأحزاب مكرهةً إلى التصويت على الحكومة وهو أفضل بكثير من حل البرلمان في وضع تجد الأحزاب نفسها غير مستعدة ميدانيا وماليا وجماهيريا للمغامرة، مشيرة إلى أن إعلان حكومة تكنوقراط هو في الواقع إعلان لوفاة عدد من الأحزاب، وتوقعت أن تشكل حكومة المشيشي بداية تصدعات داخل عدد كبير من الأحزاب.

من ناحيتها، أوردت (جريدة المغربنتائج عملية سبر للآراء بشأن نوايا التصويت لهذا الشهر والتي أتت" بالجديد المزلزل" حسب وصف الجريدة، على خلفية تقدم ساحق للحزب "الدستوري الحر" الذي لم يعد يكتفي فقط بتصدر المشهد بل يعمق الفارق بصفة غير مسبوقة مع حركة "النهضة" وذلك بـ14 نقطة كاملة: 35.8 بالمائة للدستوري الحر مقابل 21.9 بالمائة لحركة النهضة".

وعلقت الجريدة على ذلك بالقول: "نوايا التصويت في التشريعية لو حصلت اليوم ستؤشر إلى انقلاب جذري في موزاين القوى السياسية في البلاد".  

وفي متابعتها مستجدات الوضع الوبائي بخصوص فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أجمعت الصحف على خطورة منحى انتشار فيروس كورونا في تونس بسبب عودة الإصابات المحلية التي أخذت اتجاها تصاعديا خاصة خلال الأيام الماضية حيث ارتفعت نسبة هذه الإصابات من يوم 10 أغسطس إلى حد اليوم الموالي قرابة 110 بالمائة بما ينبئ بموجة ثانية من انتشار الفيروس يبدو أن وزارة الصحة كانت تتوقعها وانطلقت في الإستعداد لها.

ومن الأحداث التي واكبتها الصحف خلال هذا الأسبوع أيضا، الإحتفال بعيد المرأة في تونس الذي يصادف الثالث عشر من أغسطس من كل عام، مشيرة إلى أنه برغم    المكاسب الكبيرة التي تحققت لصالح المرأة التونسية منذ أواخر خمسينات القرن الماضي، إلا أنه بالتوازي مع ذلك تتعالى أصوات أخرى لتؤكد أن ترسانة التشريعات والقوانين المكتسبة في مجال تدعيم حقوق المرأة "هي مجرد حبر على ورق في ظل ارتفاع وتيرة العنف المسلط ضد المرأة". 

وهنا نقلت جريدة (الصباح) عن مهتمين بالمجال الحقوقي للمرأة تأكيدهم أنه "لا يزال أمامنا الكثير حتى يتسنى الحديث عن مساواة فعلية تامة بين المرأة والرجل على اعتبار أن بلوغ هذا المراد رهين حدوث ثورة على مستوى العقليات".

وتطرقت مقالات عديدة في أكثر من جريدة  إلى موجة "الحرقة" (اجتياز الحدود سرا أو الهجرة السرية) التي تصاعدت بشكل كبير خلال هذه الصائفة انطلاقا من السواحل التونسية باتجاه إيطاليا، وأجمعت على أن هذه العودة القوية لـ"الحرقة" أزعجت كثيرا الحكومة الإيطالية من ناحية، وهي من ناحية أخرى تشير إلى فشل النخبة السياسية التونسية في إدارة الأزمات وغياب الحلول التي تؤرق المواطن وإهدار الوقت والجهد في الجدل السياسي العقيم مما زاد من الشعور بضبابية الأفق.

وأكدت أن البطالة المستفحلة والظروف الإجتماعية الصعبة وغياب التنمية وغلاء المعيشة خلقت شعورا بالإحباط المتنامي لدى الشباب وحتى الكهول وأسر بأكملها ما دفعهم إلى ركوب البحر مع قناعتهم بخطورة المجازفة واحتمالات الموت غرقا في مياه المتوسط تماما كما ابتلعت أمواج البحر غيرهم ممّن سبقهم بالآلاف.

-0- بانا/ي ي/ع د/16 أغسطس 2020