الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تمويل بمبلغ مليون دولار لإعادة تأهيل منحدرات باندياغارا في مالي

باريس-فرنسا(بانا)- ستقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالتعاون مع التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراعات، الذي سيوفر تمويلًا بمليون دولار، بإعادة تأهيل منحدرات باندياغارا في أرض الدوغون بجمهورية مالي وهي من التراث العالمي، كما ستدعم المجتمعات المتضررة من الصراع الذي اندلع في هذا البلد عام 2012.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي ، في بيان صحفي تلقت وكالة بانابريس اليوم الثلاثاء في باريس نسخة منه، "إن الثقافة ليست في كثير من الأحيان ضحية للصراعات المسلحة طويلة الأمد فحسب، بل هي كذلك مصدر رئيسي للصمود وأساس مهم لبناء السلام. ومن خلال هذا المشروع الجديد، بالتعاون مع السلطات المالية، وبتمويل  من التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراعات، نهدف إلى وضع الثقافة في قلب الجهود المبذولة لدعم المجتمعات التي تجعل من هذه المنطقة موطنا".

وتأثرت منحدرات باندياغارا، وهي منطقة ثقافية واسعة تضم 289 قرية منتشرة على 400.000 هكتار عبر ثلاث مناطق طبيعية في ولاية موبتي، ومدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1989، بالأزمة السياسية في مالي التي بدأت عام 2012 ، وأدت فضلا عن الضحايا المدنيين وانعدام الأمن، إلى التدمير الكلي أو الجزئي لما يقرب من 30 قرية، يقع نصفها في حدود منحدرات باندياغارا.

وقالت اليونيسكو "إن تدمير القرى أسفر عن أضرار جسيمة أو فقدان العديد من المباني التقليدية والآثار الثقافية إضافة إلى تدهور الممارسات والتقاليد الثقافية لمجموعات الدوغون والفولان والبوزو والبامبارا والسونرهاي. وقد أجج اختفاء الممارسات الثقافية تدريجيا مثل طقوس الجنائز التقليدية والرقصات التنكرية، فضلا عن احتفالات اليارال والديغال، الصراعات بين المجتمعات".

ويهدف المشروع الجديد الذي يمتد لثلاث سنوات إلى إعادة تأهيل التراث المعماري المتضرر، بما فيه المساكن ومخازن الحبوب والمواقع المخصصة للثقافة التقليدية، وكذلك إعادة إنتاج القطع الثقافية وحماية الأدوات الاحتفالية في مجموعة تذكارية.

وأضافت الوكالة الأممية أن "المشروع سيساهم من خلال إعادة تأهيل الممارسات الثقافية وحمايتها في المنطقة، على تعزيز النسيج الاجتماعي والسلام بين المجتمعات في أرض الدوغون. وتحتل الأنشطة المدرة للدخل لصالح النساء مكانة مركزية في هذا المشروع الذي يهدف إلى ترقية المصالحة بين المجتمعات وتعزيز حماية التراث في السياق الصعب المرتبط بوباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)".

وسيعمل خبراء اليونسكو بتعاون وثيق مع فريق من الخبراء الماليين من وزارة الثقافة، والمديرية الوطنية للتراث الثقافي والبعثة الثقافية في باندياغارا وبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، وكذلك مع المجتمعات المحلية.

وقال الدكتور توماس إس كابلان، رئيس التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراعات، الذي أنشئ عام 2017 ، في إطار الرد على تدمير التراث الثقافي في مالي، إن هذه الشراكة مع اليونسكو والسلطات المالية تشكل خطة ملموسة وطموحة لإنقاذ كنوز التراث الثقافي المهددة بأخطار الصراع.

وأضاف أن "هذا الجهد المشترك تدفعه قناعة جماعية بأن التراث الثقافي يلعب دورًا أساسيًا في بناء التماسك الاجتماعي والسلام في نهاية المطاف".

-0- بانا/ب م/س ج/ 04 أغسطس 2020