الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

ترحيب دولي واسع باتفاق وقف إطلاق النار الدائم باعتباره خطوة مهمة لتحقيق السلام في ليبيا

طرابلس-ليبيا(بانا)- لقي اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي تم التوقيع عليه، اليوم الجمعة في جنيف في ختام محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 التي تضم وفدين من حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي برعاية الأمم المتحدة، ترحيبا واسعا من بلدان المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والقارية، باعتباره خطوة مهمة لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا بعد سنوات من الفوضى الأمنية.

وفي رده على توقيع اتفاق إطلاق النار الدائم في ليبيا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، إن هذا الاتفاق "يعتبر خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار"، مؤكدا مع ذلك أن هناك الكثير من العمل الشاق في الانتظار.

وأوضح غوتيريش، في مؤتمر صحفي، أنه يأمل أن يدعم مجلس الأمن الدولي الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف بشأن ليبيا، داعيا الأطراف المتحاربة في ليبيا والأطراف الإقليمية لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه دون تسويف.

كما طالب غوتيريش المجتمع الدولي بدعم الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا الذي تم الاتفاق عليه اليوم الجمعة في جنيف.

وأضاف للصحفيين: "أناشد كل الأطراف المعنية والقوى الإقليمية احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه دون تأخير"، داعيا إلى تطبيق كامل لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا.

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن توقيع وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا "يمثل حدثا مفصليا وخطوة مهمة وإنجازا وطنيا كبيرا، من شأنه أن يثبت الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الدولة الليبية"، مثنيا على "الشجاعة والروح الوطنية العالية التي تحلى بها الوفدان".

ورحب أبو الغيط بالتوقيع، صباح اليوم الجمعة بمقر الأمم المتحدة في جنيف، على الاتفاق الدائم لوقف إطلاق النار في عموم الأراضي الليبية، والذي تم التوصل إليه في سياق مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.

وعبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان صادر اليوم، عن "تقديره الكبير للدور المحوري الذي اضطلعت به البعثة الأممية في ليبيا، ورئيستها بالإنابة ستيفاني وليامز، في سبيل رعاية وتيسير جولات التفاوض التي أجريت بين الجانبين". 

وبحسب مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية، ناشد أبو الغيط الأطراف الليبية بمواصلة الانخراط الجاد في هذا الجهد، تحت رعاية الأمم المتحدة وعبر اللجنة العسكرية المشتركة ولجانها الفرعية، وتحمل مسؤولياتها بغية إنفاذ هذا الاتفاق والالتزام بأحكامه، في سبيل تطبيق مجمل ترتيبات وقف إطلاق النار في الميدان، ومراقبتها والتحقق منها، وتأمين عمليات الإنتاج والتصدير الكامل للنفط، وإخراج "كل المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية".

كما دعا أبو الغيط الليبيين إلى اغتنام هذا "الحدث المفصلي" من أجل حلحلة الأزمة الليبية على كل مساراتها الأخرى، خصوصا التهيئة لانعقاد منتدى الحوار السياسي الليبي الذي تحضر له وترعاه البعثة الأممية، وبهدف الخروج بتوافق وطني عريض لاستكمال المرحلة الانتقالية في البلاد والتمهيد لانعقاد الانتخابات الرئاسية والتشريعية "التي طالما ظل الشعب الليبي ينتظرها ويتطلع إليها".

وجدد الأمين العام لجامعة الدول العربية التزام الجامعة العربية الكامل بدعم ومساندة كل جهد يرمي إلى التوصل لتسوية سياسية متكاملة ووطنية خالصة للوضع في ليبيا، بعيدا عن التدخلات الخارجية، لإنفاذ الترتيبات العسكرية والأمنية المتفق عليها، والنتائج التي يمكن أن تفضي إليها.

أما مصر، فقد رحبت، على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها أحمد حافظ، باتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا الذي توصل إليه المسؤولون الليبيون في المحادثات الجارية في جنيف اليوم.

وأوضح حافظ، في بيان لوزارة الخارجية، أن "النجاح الذي تحقق اليوم جاء استكمالا لأول اجتماع مباشر استضافته مصر في الغردقة نهاية سبتمبر الماضي".

وأكد أن مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، الذي توصل إليه المسؤولون الليبيون في جنيف اليوم الجمعة.

وثمّن المتحدث باسم الخارجية المصرية اتفاق العسكريين الليبيين اليوم على الحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية، وتجنب التصعيد، ودعا الدول المنخرطة في الشأن الليبي إلى الإسهام في الجهد الحالي، وضمان عدم التصعيد.

وعبر حافظ عن تطلع مصر إلى مواصلة الجهود ذات الصلة بالمسار السياسي ودعم جهود المبعوثة الأممية إلى ليبيا لتحقيق الهدف الرئيسي؛ وهو ضمان استقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها وسلامة ووحدة أراضيها مع ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد.

ومن جهتها، حثت الولايات المتحدة "الجهات الفاعلة" في ليبيا، الداخلية والخارجية، على دعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار "بحسن نية"، مؤكدة أن الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم، يمهد لمزيد من التقدم في منتدى الحوار السياسي الليبي الذي سيبدأ الأسبوع المقبل بهدف التوصل إلى حل دائم للصراع.

ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية "ترحيبا حارا" بوقف إطلاق النار الدائم في ليبيا والذي تم توقيعه اليوم، في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف.

وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا، إن الاتفاق يمثل "خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المصالح المشتركة لجميع الليبيين في خفض التصعيد والاستقرار ورحيل المقاتلين الأجانب".

واضافت، في بيان صادر عنها، "نهنئ الطرفين على النتيجة الناجحة لمفاوضاتهما، ونهنئ الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني وليامز على دورها الذي لا غنى عنه في تسهيل المحادثات".

وكذلك، رحبت السفارة الفرنسية لدى ليبيا "بتوقيع وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا"، مهنئة "الأطراف على هذا الاتفاق التاريخي لجميع المواطنين الليبيين. ونجاح المحادثات المباشرة بين الليبيين يؤكد أولوية السيادة الليبية في مواجهة التدخلات الخارجية. قيادة ممتازة لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا".

قطر هي الأخرى، رحبت باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ونوهت، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بالجهود التي بذلتها المبعوثة الأممية، معبرة عن أملها في أن يستمر هذا الاتفاق وأن تحافظ عليه جميع الأطراف.

وأضاف البيان أن "دولة قطر تأمل في أن يكون هذا الإعلان خطوة إلى الأمام على طريق حل سياسي شامل يحفظ وحدة التراب الليبي، ويصون حقوق الشعب الليبي ويرسي دولة القانون والمؤسسات المدنية".

وقد أعلنت البعثة الأممية، اليوم الجمعة، عن توصل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم، موضحة أن "المحادثات حققت إنجازا تاريخيا، حيث توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا".

وجرت مراسم توقيع الاتفاق على وقف إطلاق النار بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز.

-0- بانا/ي ب/س ج/23 أكتوبر 2020