الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تنامي خطر المجاعة في الصومال مع تفاقم الجفاف

مقديشو-الصومال(بانا)- تشهد منطقة القرن الإفريقي أسوأ موجة جفاف منذ سنة 1981 ، بينما يعرّض تراجع تمويل المساعدات أرواح ملايين الصوماليين للخطر.

وفي مقاطعة لوق الواقعة بولاية جوبالاند، في إقليم جدو، وقف أحمد حسن يارو، وهو أحد سكان مخيم للنازحين، أمام كوخه يتفقد ما تبقى من مياه نهر جوبا، هازا رأسه وملامح الأسى بادية على وجهه.

وقال يارو، متأملا المشهد الماثل أمامه، "من بين كل سنوات الجفاف التي عايشتها في أعوامي الـ70، لم أشهد أمرا كهذا من قبل".

ويعد يارو واحدا فقط من مئات آلاف الصوماليين الذين أجبرهم الجفاف المتفاقم في البلاد على النزوح عن ديارهم، بحثا عن غذاء ومياه ومأوى.

وتتقاطع مقاطعة لوق الواقعة في ولاية جوبالاند مع نهر جوبا الذي تراجع منسوبه بشكل مضطرد لأكثر من ثلاثة أشهر حتى الآن، ولم تتبق منه سوى بعض البرك الطينية.

ومع تبخر مياه النهر، تبددت آمال المجتمعات المحلية، المكونة أساسا من مزارعين ورعاة الذين يعتمدون على النهر في كسب لقمة عيشهم. وأدت أشعة الشمس الحارقة إلى ذبول محاصيل السكان ونفوق مواشيهم، واقتراب المجتمعات من المجاعة، على غرار العديد من الصوماليين الآخرين في جميع أنحاء البلاد.

من جانبها، قالت مادير مرسال (28 عاما)، وهي أم لطفل واحد لجأت إلى أحد مخيمات النازحين، "فقدنا كل شيء بسبب الجفاف. نحتاج إلى الطعام والمأوى والماء وغيرها من الاحتياجات الإنسانية الأساسية".

وأدت عقود من الصراع والصدمات المناخية المتكررة وتفشي الأمراض، بما يشمل انعكاسات جائحة كورونا (كوفيد-19)، إلى وضع إنساني خطير في الصومال. وحتى قبل الجفاف الحالي، قُدر عدد الصوماليين المحتاجين إلى مساعدة إنسانية وحماية هذه السنة بـ 7ر7 مليون شخص، ما يمثل زيادة بنسبة 30 في المائة خلال سنة واحدة.

واستمر الوضع في التفاقم، حيث تسبب الجفاف الحالي في القضاء على المحاصيل الزراعية ونفوق الماشية، نتيجة نقص المياه والمراعي، ما حرم العديد من المجتمعات الرعوية من مصدر دخلها الوحيد.

من جهته، صرح منسق الشؤون الإنسانية، والمنسق المقيم في الصومال، آدم عبد المولى، أن "البلاد شهدت غيابا للأمطار طوال ثلاثة مواسم متتالية. ومن المتوقع أن يكون الموسم الرابع، الذي من المفترض أن يبدأ في أبريل ويستمر حتى يونيو، أقل من المعدل هو الآخر. وإذا حدث ذلك، فسيكون خطر المجاعة على مرمى البصر".

وانخرطت الأمم المتحدة وشركاؤها بشكل مكثف في تقديم الدعم الإنساني. ففي فبراير الماضي، قدموا بشكل جماعي مساعدات لصالح 6ر1 مليون شخص.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)، فإن الصومال تعد حاليا أحد أكثر البلدان تضررا من الجفاف بمنطقة القرن الإفريقي، حيث طالت الظاهرة حوالي 5ر4 مليون صومالي بشكل مباشر، فيما نزح حوالي 700000 شخص عن ديارهم.

وقال عبد المولى "في الوقت الذي نتحدث فيه، يعاني 4ر1 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. وإذا لم نكثف عملياتنا، فمن المتوقع أن يموت 350000 منهم مع حلول صيف هذه السنة. لا يمكن للوضع أن يكون أكثر خطورة من ذلك".

وأضاف المسؤول الأممي "أدعو بالتالي جميع القادرين على المساهمة، بمن فيهم المغتربون الصوماليون ومجتمع الأعمال والمانحون التقليديون وغير التقليديين والجميع، إلى التحرك الآن".

وتسعى الأمم المتحدة، من خلال خطة الاستجابة الإنسانية 2022 للصومال، إلى الحصول على قرابة 5ر1 مليار دولار أمريكي لتقديم المساعدة الإنسانية لـ5ر5 مليون من الأشخاص الأكثر ضعفا في البلاد، بينهم 6ر1 مليون نازح و9ر3 مليون شخص من غير النازحين، وأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأمكنت تعبئة 4 في المائة فقط من هذا المبلغ، لحد الآن، أي 1ر56 مليون دولار.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 29 مارس 2022