الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

توقعات بإعادة افتتاح مطار معيتيقة بالعاصمة الليبية رغم تهديدات طيران المشير حفتر

طرابلس-ليبيا (بانا) - يبدو أن إعادة افتتاح مطار معيتيقة بالضاحية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس أصبح قريبا، بالنظر إلى أهميته للمدينة باعتباره منفذها الجوي الوحيد نحو الخارج وذلك على الرغم من استمرار التهديدات بقصفه من طرف سلاح الجو التابع للمشير خليفة حفتر الذي يشن منذ 4 أبريل الماضي هجوما للسيطرة على طرابلس.

وأصبج مطار معيتيقة المطار الوحيد الذي يخدم المدينة منذ إغلاق مطار طرابلس الدولي في عام 2014 ، في أعقاب تدهور بنياته بسبب الاشتباكات حينها بين الجماعات المسلحة للسيطرة عليه.

ويتم بانتظام استهداف مطار معيتيقة من طرف قوات حفتر بزعم استخدامه عسكريا وذلك من بدء هجومه على طرابلس.

ورغم الوعود الجديدة التي أطلقها المسؤولون الليبيون بقرب افتتاح المطار غير أن تساؤلات كثيرة تطرح حول ماهية الضمانات التي ستقدم بشأنه حتى لا يتم استهدافه من جديد.

ويبدو المطار حاليا منشأة مهجورة بمدارج من غير طائرات وصالات خالية من المسافرين وذلك بعد أن صار في مرمى القذائف والصواريخ.

وأعطت الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي غسان سلامة رفقة وزيري الداخلية والمواصلات في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشآعا وميلود معتوق وإعطاءهم وعودا بإعادة الملاحة الجوية إلى المطار نوعا من التفاؤل لدى المواطن في أن يحيد هذا المكان عن التجاذبات السابقة.

وقال سلامة، لدى زيارته التي تفقد فيها مختلف مرافق المطار  رفقة المسؤولين الليبيين، إنه "لا يوجد سبب لاستهداف المطار، الذي لا يضم أي مبنى عسكري أو مرافق ذات استخدام عسكري ".

لكن جيش خليفة حفتر لم يول أي أهمية لهذه الشهادة لممثل المجتمع الدولي الذي تتمثل مهمته في مساعدة الليبيين في الإشراف على العملية السياسية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة في البلاد.

على العكس من ذلك، وفي رد فعلها، أكدت قيادة الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر أن تلك التصريحات "دعاية تهدف إلى خداع الرأي العام" ، معتبرة أن المطار يضم قاعدة عسكرية وطائرات وغيرها من المعدات العسكرية.

وإتباعا للقول بالفعل، واصل سلاح الجو التابع لحفتر هجماته بقصفه يوم الأحد للمطار  معرضا من جديد للخطر استئناف الملاحة الجوية بالعاصمة ومدن الغرب الليبي التي تضم أكثر من ثلث سكان البلاد الذين يقدر عددهم بنحو 6 ملايين نسمة.

ويقول أحمد الحاسي، الناشط المدني الليبي إن "النقل الجوي ليس ترفا في طرابلس في هذه المرحلة من الأزمة وانعدام الأمن التي تعيشها المدينة" ، لكنه أضاف أن "كبار السن والنساء والمرضى الذين يتم إجلاؤهم للخارج والحالات الإنسانية الطارئة بحاجة ماسة للنقل الجوي لتسهيل تنقلاتهم".

ودعا الى محاسبة حفتر عن تصرفاته بما في ذلك الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، مضيفا أن "الإغلاق المتكرر للمطار أضر بالمواطنين وقصفه جريمة حرب".

وأضاف أن  "مطار مصراتة الذي تم تحويل الرحلات إليه، يقع على بعد أكثر من 200 كيلومتر شرق طرابلس ، ما يمثل عبئا إضافيا على المواطنين الذين يعيشون في العاصمة وضواحيها".

ومن جانبه يرى عبد الرحمن الدوكالي ، وهو أكاديمي ليبي "أن غسان سلامة كان يعرف جيدا عندما تم الإعلان عن استئناف الرحلات الجوية في مطار معيتيقة بأن حفتر سيقصفه مجددا".

واستنكر ما وصفه ب"تقاعس رئيس بعثة الأمم المتحدة عن التجاوزات والانتهاكات المتعددة التي ارتكبها حفتر ضد المدنيين خلال حرب طرابلس دون اتخاذ أي إجراء ضده".

ومضى متسائلا "لماذا لم يدرج اسم حفتر في قائمة الأمم المتحدة للأشخاص الخاضعين للعقوبات، بينما تم تضمين القائمة أسماء ليبيين آخرين بتهم أقل بكثير وفرضت عليهم عقوبات مثل تجميد الأصول وحظر الدخول إلى بعض الدول الغربية ".

وكان السيد سلامه قد أوضح أنه ليس لديه الصلاحيات أو الوسائل العسكرية لفرض أي شيء ، أو لمنع التفجيرات ، وكل ما لديه هو عبارات الإدانة وإحالة التقارير إلى مجلس الأمن ولجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة.

ومع ذلك فعلى الرغم من التهديدات المتواصلة لقوات حفتر لا تزال الاستعدادات مستمرة لاستئناف الملاحة الجوية بمطار معيتيقة .

وفي هذا السياق ، عقدت اجتماعات لمسؤولين من المجلس الرئاسي ومن بعثة الأمم المتحدة لمتابعة الاستعدادات لإعادة فتح المطار.

بالإضافة إلى ذلك ، أعلنت شركة الطيران "الإفريقية"، يوم الخميس، أنها ستستأنف رحلاتها على الخط طرابلس - عمان بالأردن ، اعتبارا من 22 نوفمبر.

-0- بانا/ع ط/ 8 نوفمبر 2019