الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تسجيل أربعة قتلى و26 جريحا جراء سقوط صواريخ على أحياء في طرابلس

طرابلس-ليبيا(بانا)- كشف مصدر محلي أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 26 آخرون بجروح جراء سقوط عدة صواريخ "غراد"، ليل الثلاثاء الاربعاء، على أحياء سكنية في طرابلس، ما يدلل على استمرار التصعيد العسكري في العاصمة الليبية، بينما لا تزال الجهود الهادفة للتوصل إلى هدنة تصطدم برفض قوات المشير خليفة حفتر الانسحاب إلى مواقعها السابقة.

وتشهد طرابلس اشتباكات مسلحة منذ قيام الجيش الوطني الليبي الذي يقوده خليفة حفتر يوم 4 أبريل الجاري بشن هجوم لغزو العاصمة الليبية حيث يقع مقر حكومة الوفاق الوطني التي تمكنت قواتها من وقف تقدم المعتدين في ضواحي المدينة.

وأبرزت صور بثها التلفزيون الوطني أن طرابلس عاشت الليلة الماضية على دوي الانفجارات وصافرات سيارات الإسعاف التي توجهت إلى بعض أحياء المدينة، سيما أبوسليم (جنوب العاصمة)، حيث تصاعدت أعمدة دخان من بعض البنايات، في حين تعرضت أخرى لأضرار جسمية.

وأعلنت بلدية أبوسليم في بيان أصدرته اليوم الأربعاء عن "مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاث نساء، وإصابة أكثر من 26 آخرين، إثر القصف العشوائي الذي تعرضت له أكثر من محلة بالبلدية مساء الثلاثاء".

وذكر المكتب الإعلامي لبلدية أبوسليم أن "سبعة من الجرحى يخضعون الآن للعناية الفائقة، فيما بترت أطراف أربعة آخرين"، مشيرا إلى أن "أغلب هذه الإصابات وقعت في محلة حي الانتصار، ومحلة صلاح الدين".

ولاحظ نفس المصدر أنه "العديد من المساكن وأملاك المواطنين تعرضت للدمار جراء سقوط هذه القذائف".

 وخرج عدة مواطنين تلقائيا مساء الثلاثاء، ونظموا تجمعا ليليا في ميدان الشهداء بوسط مدينة طرابلس، للتنديد بهذا القصف العشوائي الذي يطال المدنيين.

وكان سكان طرابلس قد نظموا يوم الجمعة الماضي مظاهرة حاشدة نددوا فيها بالعملية العسكرية التي أطلقها خليفة حفتر، وأدانوا فرنسا وروسيا نظرا لدعمهما لذلك الهجوم.

وأعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، اليوم الأربعاء، عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، ترحما على أرواح ضحايا القصف العشوائي لعدة أحياء في العاصمة الليبية مساء الثلاثاء.

وأدان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج قصف قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الأحياء السكنية في طرابلس، قائلا إنه "استهداف متعمد لقتل المدنيين وتدمير منازلهم، ويعد جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، وانتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي الإنساني، لن تمر دون عقاب".

وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي أن السراج قام رفقة وزير الداخلية وآمر المنطقة الغربية ووكيل وزارة الصحة في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء بزيارة تفقدية إلى "الأحياء السكنية التي تعرضت للقصف الذي أسفر عن مقتل وإصابة أعداد من المدنيين، واطلع على الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية والسيارات في مواقع سقوط القذائف".

ونقل البيان عن السراج قوله  "سنقدم غدا كافة المستندات لمحكمة الجنايات الدولية، وسينال المسؤول جزاءه كمجرم حرب".

من جانبها، أعلنت النائبة العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا التي حذرت يوم الثلاثاء الأطراف في ليبيا من ارتكاب جرائم تقع تحت دائرة اختصاصها أن مكتبها يقوم حاليا بتحقيق حول الخروقات المسجلة خلال الاشتباكات بين قوات الجيش الوطني الليبي ووحدات جيش حكومة الوفاق الوطني.

من جهته، اتهم الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي المتمركز في شرق البلاد اللواء أحمد المسماري "الميليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة بالإطلاق العشوائي لصواريخ غراد وقذائف أر بي جي على أحياء ضواحي مدينة طرابلس".

وأكد المسماري أن "القيادة العامة تعرب عن إدانتها لهذه الأعمال الإرهابية"، متوعدا "بمحاسبة مرتكبيها" الذين قال "إنهم معروفون لدينا وبالأسماء".

من ناحيته، أدان مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة القصف العشوائي الذي تتعرض له المناطق السكنية في طرابلس، مطالبا بضرورة الوقف الفوري لتلك الهجمات.

وكتب المبعوث الأممي، يقول في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم الأربعاء، "من أجل ثلاثة ملايين مدني يعيشون في طرابلس الكبرى، يجب أن تتوقف هذه الهجمات الآن !".

ويأتي هذا التصعيد الجديد للعنف بالعاصمة الليبية في وقت يواصل فيه المجتمع الدولي جهوده الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يصطدم برفض المشير حفتر سحب وحداته إلى مواقعها السابقة، وهو مطلب المجلس الرئاسي.

ونقلت بوابة "الوسط" الليبية عن مصدر دبلوماسي ليبي في نيويورك قوله إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فشل مرة أخرى في جلسته التشاورية الأربعاء في الاتفاق على صيغة قرار أو بيان بشأن ليبيا، بسبب انقسام أعضاء المجلس بين إصرار أعضاء على أن يكون وقف إطلاق النار مقرونا بالعودة إلى التمركزات السابقة، ورفض روسيا لذلك.

وأضاف نفس المصدر أن بريطانيا بصدد إعداد مشروع آخر بعد جولة من المشاورات غير الرسمية وتقديمه في جلسة لاحقة.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعين طارئين في جلستين مغلقتين حول ليبيا منذ اندلاع الأعمال العدائية قبل أسبوعين بالقرب من طرابلس، دون التمكن من التوصل إلى موقف مشترك حول الملف الليبي.

وأسفرت الاشتباكات الدائرة منذ قيام الجيش الوطني بشن عملية عسكرية يوم 4 أبريل على غرب البلاد للسيطرة على طرابلس التي يقع فيها مقر حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج عن 174 قتيل و784 جريح، بالإضافة إلى أكثر من 18 ألف نازح.

-0- بانا/ي ب/ع ه/ 17 أبريل 2019