الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الانتخابات التشريعية وتداعياتها السياسة تتصدر اهتمام الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تطرقت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع إلى عدة مواضيع متصلة بالشأن المحلي، من بينها الانتخابات التشريعية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية إضافة الى تسليط الضوء على التوتر القائم بين المركزية النقابية والحكومة.

وبخصوص الانتخابات التشريعية والمشاركة الشعبية الضعيفة في الاقتراع، اعتبرت صحيفة (المغرب) الصادرة، اليوم الأحد، أن المسار الانتخابي فشل في تحقيق أهدافه، وستكون له تداعيات سياسية، مشيرة إلى أن المسار الذي أطلقه الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو 2021 فقدَ زخمه جراء العوامل الاقتصادية والاجتماعية.

من جهتها، أكدت جريدة (الصحافة) أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إخفاء هذه المقاطعة الشاسعة للانتخابات والتي يمكن اعتبارها خيارا مواطنيا عقابيا، مضيفة أن البرلمان الجديد لن يغير شيئا بل قد يتحول إلى عبء يعيد تكرار مهازل سابقة لبرلمانات فضائحية كانت بمثابة تشوّهٍ عميق على وجه البلاد التونسية. 

في مقابل هذه الرؤية، أوضحت جريدة (الصباح) أنه برغم ضعف الاقبال ونسب المشاركة، فإن انتخابات يوم أمس (السبت) تُعد نقطة جديدة ضمن سلسلة التحولات الاصلاحية التي تعيشها تونس والتي من شأنها أن تنهي وتقطع مع عقد ونيف من الفساد السياسي والمالي والفوضى السياسية والبرلمانية التي طبعت الحياة السياسية في البلاد.

واعتبرت أنه برغم عديد الهزات والعثرات والتأخير وحتى الأخطاء، لكنّ المهم هو الاصلاح والذهاب نحو ما يمكن أن يخدم البلاد ويخرجها من الحال الذي بلغته والدمار والخراب الذي أصاب مختلف أركانها.

وفي ذات التوجه، تماثلت جريدة (الشروق) في تقييمها مع جريدة (الصباح) وقالت إن الديمقراطية ليست ممارسة السلطة بأساليب وتقاليد الأحزاب والجماعات التي شجعت على الفساد واستغلال النفوذ، بل بكونها أداة تخضع لأعلى درجات النزاهة والشفافية من أجل منع تكرار مهازل العشرية السوداء، وليكون العمل النيابي رافعة لمطالب واحتياجات المواطنين كل في منطقته، بدل بيع الأوهام والأكاذيب والضحك على عقول الناس بإعطاء وعود وعهود ينقلبون عليها فور وصولهم  إلى كرسي المجلس.

وأضافت أن البعض سيحاول إخفاء خيباته وعجزه بالحديث عن نسب المشاركة التي مهما كانت نسبتها فهي للمرة الأولى تكون ضمن آليات انتخاب لا وجود لمال سياسي فاسد فيها وتجارة تباع وتشترى فيها المواقع في القائمات الانتخابية للأحزاب.

وكتبت جريدة (الصباح):مقابل حيرة الأحزاب وفشلها في إيجاد حلول تضمن بقاءها في دائرة الحدث السياسي خاصة وأن الرأي العام والشارع بات لا يكترث لما تقوله أو تفعله أغلب القوى الحزبية، فإن رئيس الجمهورية يمضي في مشروعه دون تردد، وأهم نقطة في هذا المشروع هو البرلمان القادم الذي سيؤثَّث بالأفراد وليس بالأحزاب بما قد يزيد في تعقيد وضعية هذه الأخيرة التي ستجد نفسها خارج منظومة الحكم تماما وفاقدة حتى لموقع المعارضة في شكلها الديمقراطي السليم.

وأوضحت أن الساحة السياسية تعاني إلى اليوم من طفرة حزبية كبيرة من حيث عدد الأحزاب الذي تجاوز 220 حزب بينما ظل المشهد السياسي برمته حكما ومعارضة، يحتكره عدد محدود من الأحزاب.

وعلقت جريدة (الشروق) على أزمة الثقة بين الحكومة والمركزية النقابية الناجمة عن الخلاف بشأن التعامل مع صندوق النقد الدولي، وتساءلت:  لماذا هذا الحرص على اختلاق الخلافات والتصادم، وما سر تمسك الحكومة بعدم الكشف عن تفاصيل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي؟

وأكدت أن أجواء الاحتقان وتعاظم الحراك الاحتجاجي يحتم على الحكومة الجلوس إلى قيادة اتحاد الشغل وشرح تفاصيل التوجهات والخيارات المستقبلية بكل وضوح وشفافية، كما أن على قيادة الاتحاد وخاصة الأمين العام تجنب التصريحات الاستفزازية المتشنجة وتوجيه الاتهامات.

من جهتها، علقت صحيفة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية، على حلول الذكرى السنوية لاندلاع الثورة في17 ديسمبر 2010، ولاحظت أنه بعد أكثر من عقد من الزمان، تحطمت كل الآمال القائمة على أهداف هذه الثورة، حيث السجل قاتم في واقع توقف المحركات الاقتصادية وتآكل القوة الشرائية إلى جانب شروط صندوق النقد الدولي وتردد المانحين.

 وخلصت لا بريس إلى القول:"إن هذه الصورة القاتمة اغتنمها حزب النهضة -الجدارُ الرئيسي الذي يحمل المعارضة- لدفع التونسيين إلى الشارع من أجل إيجاد طريق إلى السلطة ليس من خلال صناديق الاقتراع ولكن بالعصيان".

وفي عالم الرياضة، أجمعت الصحف التونسية، في متابعاتها لكأس العالم لكرة القدم في الدوحة (قطر 2022)، على أن إنجاز المنتخب المغربي رفع رأس العرب والأفارقة باعتباره أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى الدور نصف النهائي من هذه المسابقة العالمية. 

-0-بانا/ي ي/ع د/18 ديسمبر 2022