الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

مقتل مدنيين وعنصرين لحفظ السلام جراء اشتباكات في منطقة أبيي المتنازع عليها

جوبا-جنوب السودان(بانا)- كشفت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، أن الاشتباكات القبلية المستمرة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان أسفرت عن أكثر من 50 قتيلا، بينهم عنصران لحفظ السلام.

وتفيد تقارير إعلامية أن شبابا مسلحين في فصائل متنافسة من عرقية الدينكا يخوضون معارك بشأن موقع الحدود الإدارية في هذه المنطقة الغنية بالنفط التي تؤكد كلا الدولتين سيادتها عليها.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونسفا) أن الاشتباكات اندلعت يوم السبت الماضي في مناطق نينكواك وماجبونغ وخاديان، وأدت إلى سقوط ضحايا وإجلاء مدنيين إلى قواعدها.

وأفاد بيان للأمم المتحدة أن "يونسفا" تتواصل مع السلطات المحلية للتحقق من أعداد القتلى والجرحى والنازحين، مشيرا إلى أن 52 مدنيا لقوا مصرعهم، بينما يُعتقد أن 64 آخرين أصيبوا بجروح خطيرة.

وسمحت البعثة الأممية لجميع الأشخاص المعرضين لخطر محتمل باللجوء إلى بعض معسكراتها، وفقا لولايتها بحماية المدنيين.

وقام عناصر حفظ السلام، يوم الأحد، بنقل مدنيين متضررين من قاعدة "يونسفا" إلى أحد المستشفيات بعد تعرضهم لإطلاق نار كثيف. وقد لقي عنصر باكستاني لحفظ السلام مصرعه، فيما أصيب أربعة أفراد آخرون ومدني محلي بجروح.

ووقعت الحادثة يوما واحدا بعد تعرض قاعدة "يونسفا" في أغوك لهجوم صدته البعثة. وقُتل عنصر غاني لحفظ السلام جراء الهجوم، ما جعل البعثة تدعو لإجراء "تحقيق سريع وشامل".

وأصدرت "يونسفا" بيانا يدين بشدة الهجمات ضد المدنيين وعناصر حفظ السلام، مشيرة إلى أن العنف ضد "القبعات الزرق" قد يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

ولاحظ البيان أن "البعثة تبذل كل ما بوسعها لإعادة إحلال الهدوء، بما يشمل حماية المدنيين بشكل فعال وقوي، وتجدد دعوتها للقيام بتحقيق سريع حتى تتسنى محاسبة الجناة".

وجاء في بيان أصدره المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الأخير "قلق للغاية" بشأن العنف الذي وقع، نهاية الأسبوع، في أبيي.

وأوضح البيان أن "الأمين العام يدين العنف والهجمات ضد يونسفا، ويدعو حكومتي جنوب السودان والسودان لإجراء تحقيقات سريعة في الهجمات، بمساعدة يونسفا، وإحالة الجناة إلى العدالة".

وقدم غوتيريش تعازيه الخالصة إلى حكومتي غانا وباكستان وشعبيهما، وكذلك إلى عائلات المدنيين الذين لقوا مصرعهم.

يذكر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنشأ "يونسفا" في يونيو 2011 ردا على تصاعد العنف والتوتر وتهجير السكان في منطقة أبيي، بينما كان جنوب السودان يستعد لإعلان استقلاله رسميا عن السودان في الشهر الموالي.

وكانت الأسابيع التي سبقت صدور قرار المجلس قد شهدت اشتباكات دامية أجبرت أكثر من 100 ألف شخص على النزوح عن ديارهم.

ولاحظ مسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، خلال إحاطتهم إلى المجلس في ديسمبر الماضي، أن الحرب بين القوات العسكرية المتنافسة في السودان فاقمت التحديات في أبيي.

وأضافوا أن الصراع عطّل بوادر التقدم المشجعة في الحوار بين السودان وجنوب السودان، وجمّد المحادثات بشأن هذه المنطقة المتنازع عليها.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 29 يناير 2024