الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

مسؤولة أممية تؤكد إن عواقب الصراع في السودان تتجاوز حدود البلاد

دكار-السنغال(بانا)- قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، إن الكثير من الأرواح فُقِدت في السودان، وألحقت الكثير من الصدمات النفسية، وأصبح خطر اندلاع حرب إقليمية هائلا للغاية، بحيث لا يمكن السماح لهذا الصراع في السودان أن يستمر لفترة أطول، محذرة من أن هذا الصراع "عرض حياة المدنيين لخطر جسيم".

ونقل المركز الإعلامي للأمم المتحدة عن بوبي قولها في إحاطة أمام اجتماع لمجلس الأمن عقد الجمعة لمناقشة الوضع في السودان، "لا تزال الظروف الأمنية مزرية، وتتميز بتغير خطوط المواجهة، والهجمات الجوية المتزايدة والعشوائية في كثير من الأحيان من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات".

وحذرت من أن ما يثير القلق بشكل خاص هو الاستخدام المتزايد للأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة بعيدة المدى، والذي وسع نطاق الأعمال العدائية ليشمل مناطق كانت مستقرة سابقا في البلاد.

وأضافت أن هذه الهجمات الجوية في المناطق المأهولة بالسكان "تسببت بالفعل في خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين ونزوح جماعي"، وهو اتجاه من المرجح أن يتفاقم خلال موسم الأمطار حيث تكون الحركة على الأرض أكثر صعوبة.

ونبهت المسؤولة الأممية إلى "العواقب بعيدة المدى للصراع في السودان والتي تتجاوز حدوده بكثير"، مشيرة إلى التقارير الأخيرة عن اشتباكات عنيفة في منطقة الحدود الثلاثية بين السودان وليبيا ومصر، والتي شملت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوات تابعة للجيش الوطني الليبي، والتي "تثير قلقا بالغا وتُشير إلى تصعيد خطير". وقالت بوبي: "لا يمكننا تحمل المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي وامتداد الصراع".

وقالت: "نشعر بالفزع إزاء انتشار العنف الجنسي، بما في ذلك ضد الأطفال، والهجمات على العاملين في المجال الإنساني". 

وأضافت أن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وثق تضاعف عمليات القتل التعسفي للمدنيين ثلاثة أضعاف بين فبراير وأبريل، والتي شملت عمليات إعدام بإجراءات موجزة في الخرطوم، أفادت التقارير أن القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها نفذوها ضد أشخاص مشتبه في تعاونهم مع قوات الدعم السريع، بما في ذلك على أساس الهوية العرقية.

وأعربت أيضا عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر، التي لا تزال قوات الدعم السريع تحاصرها.

وقالت: "إن الإفلات المتجذر من العقاب يُغذي هذه الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان. يجب محاسبة جميع أطراف النزاع على أفعالهم".

وأشارت المسؤولة الأممية إلى تشكيل حكومة جديدة في السودان برئاسة كامل إدريس تحت مسمى "حكومة الأمل". وأضافت أنه في غضون ذلك، لا تزال الانقسامات قائمة داخل "تحالف تأسيس" بقيادة قوات الدعم السريع حول تشكيل "حكومة موازية" مخطط لها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقالت بوبي: "نشجع جميع الأطراف على الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه كعنصر أساسي لحل مستدام لهذه الأزمة. في هذا الصدد، من الضروري وجود قيادة مدنية لتشكيل توافق سياسي وصياغة رؤية شاملة لاستعادة انتقال سلمي بقيادة مدنية".

وأشارت إلى أن ما يصل إلى 80 في المائة من المرافق الصحية متوقفة عن العمل في مناطق النزاع، وتعرضت المرافق الصحية للهجوم أكثر من 540 مرة. وأضافت: "عندما استعادت القوات المسلحة السودانية العاصمة في مارس، فرح الكثيرون بانتهاء الحرب. لكنها لم تنتهِ بعد، حتى في الخرطوم".

-0- بانا/ع ط/ 30 يونيو 2025