تصعيد العنف يفاقم الأزمة الغذائية في شرق الكونغو الديمقراطية، حسب وكالة أممية
كينشاسا-الكونغو الديمقراطية(بانا)- في ظل تصاعد العنف بشرق الكونغو الديمقراطية، حذر برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة، من أن انعدام الأمن الغذائي يتفاقم داخل البلاد وفي دول الجوار التي لجأ إليها 140 ألف كونغولي منذ يناير الماضي.
ولازم الصراع الكونغو الديمقراطية لعقود من الزمن، سيما في شرق البلاد حيث تصاعدت الاشتباكات المسلحة بشكل حاد هذه السنة وتمكن متمردو حركة “إم 23” من الاستيلاء على غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو في يناير ثم على بوكافو، عاصمة مقاطعة جنوب كيفو بعد ذلك بشهر واحد.
وتدهور الوضع الأمني والإنساني بشكل أكبر في سياق التفشي الأخير لوبائي الجمرة الخبيثة والجدري في أبريل ومايو بسبب الاكتظاظ ورداءة خدمات الصرف الصحي.
ويستفاد من أحدث تقرير صدر عن برنامج الأغذية العالمي أن 9ر7 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المقاطعات الشرقية المتضررة من النزاع، فيما يحتاج 28 مليون شخص إلى مساعدات في جميع أنحاء البلاد.
وسجل إنتاج الغذاء في منطقة الشمال الكبير، وهي مساحة زراعية مهمة في شرق الكونغو الديمقراطية، انخفاضا كبيرا بسبب الصراع والنزوح.
وعلاوة على ذلك، فإن غلق مطار غوما، الذي يلعب دورا بالغ الأهمية في تسليم المساعدات، ما يزال يعيق العمليات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فقد استطاع برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى 1ر1 مليون شخص في شرق البلاد بين يناير ومارس الماضيين، وتأمين وجبات مدرسية وحصص غذائية منزلية لـ100 ألف طفل ومكملات غذائية لـ340 ألف طفل وامرأة حامل أو مرضعة، فضلا عن تقديم المساعدة اللوجستية ودعم سلسلة التوريد.
وانتقلت حالة الطوارئ الوطنية إلى أزمة إقليمية بسبب لجوء 140 ألف كونغولي، منذ يناير الماضي، إلى البلدان المجاورة، خاصة بورندي وأوغندا ورواندا وتنزانيا.
وتكافح مخيمات اللاجئين في هذه البلدان، المثقلة أصلا باللاجئين القادمين من بلدان أخرى، لاستيعاب هؤلاء الوافدين الجدد.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن زيادة الاحتياجات تفوق الموارد المتاحة، لافتا إلى أن قيود الميزانية أجبرته على إجراء تخفيضات حادة.
وأشارت الوكالة الأممية إلى خفض الحصص الغذائية إلى النصف في بورندي وخفض الدعم النقدي بنفس المقدار في رواندا.
كما انخفض عدد اللاجئين الذين يتلقون المساعدة في أوغندا من 6ر1 مليون إلى 630 ألف لاجئ، بينما تم خفض الحصص الغذائية في تنزانيا من 82 إلى 65 في المائة.
وحرصا منه على مواصلة عملياته الطارئة، يطالب برنامج الأغذية العالمي بتعبئة 433 مليون دولار لدعم نشاطه في الكونغو الديمقراطية حتى أكتوبر المقبل.
وتشمل الاحتياجات التمويلية الإضافية 6ر16 مليون دولار أمريكي لتقديم مساعدات غذائية كاملة في بورندي حتى نهاية 2025 ، و12 مليون دولار للإبقاء على حصص غذائية كاملة للاجئين في رواندا حتى نهاية 2025 ، و26 مليون دولار لمواصلة العمليات في أوغندا حتى نهاية 2025 ، و18 مليون دولار لتقديم 75 في المائة فقط من الحصص الغذائية الكاملة في تنزانيا إلى غاية أبريل 2026 .
-0- بانا/م أ/ع ه/ 24 مايو 2025