الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

"برلين2" : الالتزام بمبدأ "ليبيا أولا" كفيل بجعل هذا المؤتمر محطة لحل الأزمة الليبية

طرابلس-ليبيا(بانا)- حثت وكالة الأنباء الليبية مختلف الأطراف الليبية المشاركة في مؤتمر "برلين 2" الذي سينطلق يوم غد الأربعاء، للالتزام بمبدأ "ليبيا أولا" حتى يكون هذا المؤتمر محطة مهمة لحل الأزمة الليبية.

وأكدت الوكالة في تعليق لها عشية انعقاد المؤتمر أن التزام مختلف الأطراف في تحركاتها وحواراتها بمبدأ "ليبيا أولاقد يكون بالفعل محطة مهمة لحلحلة الأزمة الليبية والانتقال إلى مرحلة بناء دولة المؤسسات والقانون والتداول السلمي على السلطة، دون إقصاء أو تهميش، وإجراء انتخابات وطنية تضع حدا لهذا التشظي والانقسام السياسي الذي لا معنى له.

وقالت الوكالة إنه يتعين على جميع المسؤولين في ليبيا أن يعملوا اليوم من خلال هذا المؤتمر وغيره على "ضرورة استعادة القرار الليبي وهيبة الدولة الليبية وأن يغادروا مقاعد العناد وترقية المصالح العليا للشعب الليبي، ورفض كافة أشكال التدخل الخارجي، وأن يدركوا أن لا أحد يحك جلدك إلا ضفرك".

وتتجه أنظار معظم الليبيات والليبيين إلى العاصمة الألمانية برلين، التي تستضيف اجتماع "برلين 2" بمشاركة وفد ليبي يرأسه رئيس حكومة الوحدة الوطنية.

ويمثل الوفد دولة ليبيا كسلطة واحدة، تتقدم للمؤتمر بمبادرة تتعلق بالوضع والمشهد السياسي والأمني الليبي ورؤية ليبية حيال أجندة المؤتمر بتدخلاته المحلية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى برنامج وخطط عمل السلطة الجديدة بشأن ملفات الأمن والاستقرار وتوحيد المؤسسات ولم الشمل والمصالحة الوطنية وتوفير الخدمات وصولا إلى الاستحقاقات الانتخابية القادمة المقررة يوم 24 ديسمبر القادم بمناسبة الذكرى 70 لاستقلال ليبيا، وفق خارطة الطريق التي تبناها ملتقى الحوار السياسي الليبي، ومغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة المنتشرين فوق التراب الليبي.

وسجلت الوكالة تزايد مشاعر التفاؤل لدى الشارع الليبي والنخب السياسية والثقافية والإعلامية بتحقيق هذا المؤتمر لنتائج لصالح الشعب الليبي لسببين رئيسين، هما أن ليبيا وعلى عكس جميع المؤتمرات الدولية السابقة تشارك فيه وبصفة رسمية وطرف رئيسي كسلطة واحدة لكل الليبيين ولها رؤيتها في أن حل المشكل الليبي يكمن في استعادة قرارها السيادي واحترام سيادة الدولة واستقلالها والحد من التدخلات الإقليمية والدولية وسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية.

وأضافت أن السبب الثاني للتفاؤل يكمن في أن "برلين 2"، شقيق "برلين 1" (19 يناير 2020)، هو الذي فرض، رغم بعض المشككين، تثبيت وقف إطلاق النار، وقاد إلى تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، ممثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، ومكن من عودة تصدير النفط.

وأضافت أن هذين السببين يشكلان دفعة مهمة أخرى، لإخراج ليبيا من الأزمة السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاجتماعية الخانقة التي انزلقت إليها بسبب الصراع على السلطة بين أطراف النزاع والذى أججته وأذكته بشكل عنيف أطراف خارجية تبعا لحساب مصالحها وأجنداتها الخاصة.

ونبهت الوكالة كافة الأطراف الليبية، وخاصة السلطات الشرعية الحالية المشاركة في مؤتمر "برلين 2" إلى أهمية الادراك اليوم وليس غدا، في كل حواراتها الخارجية أهمية ترسيخ مبدأ وحدة الوطن والسيادة الوطنية واستعادة القرار الليبي والتصدي لأية محاولات من الأطراف الخارجية التي قد تسعى مجددا في "برلين 2" إلى حماية مصالحها وتحقيق أهدافها على حساب مصالح الشعب الليبي.

وفي هذا السياق، استحضرت كيف عملت هذه الأطراف الأجنبية المتدخلة في الشأن الليبي خلال مختلف التجارب السابقة على حماية مصالحها سواء على الأرض الليبية أو في الفضاء الجيوسياسي الليبي وتحديدا في عمقها الإفريقي، دون مراعاة للمصالح الخاصة بالليبيات والليبيين، بل ذهبت بعض هذه الأطراف إلى سكب الزيت على نار الأزمة الليبية من خلال إغراق البلاد بالأسلحة والمعدات الحربية، وجلب المرتزقة، ودعم طرف على حساب طرف آخر".

ولاحظت أن المبادرات السابقة التي أطلقتها كافة الدول المتدخلة في الشأن الليبي، في باريس وروما وأبو ظبي وموسكو، والقاهرة وغيرها فشلت جميعها، لأنها كانت تركز على حماية مصالح هذه الدول التي تبنتها على حساب المصالح الوطنية الليبية.

وحذرت الوكالة من محاولة سعي بعض الدول الأجنبية المشاركة في "برلين 2" والمتدخلة في الشأن الليبي، إلى تصميم قرارات المؤتمر على قياس مصالحها في ليبيا دون اعتبار لمصالح الشعب الليبي، المتضرر الأول والأخير، مؤكدة أن "أي استمرار للصراع الليبي سيضعف مواقف السلطة الليبية في مجابهة هذه الأطماع الخارجية مهما كانت وطنيتها ونواياها الصادقة وشجاعتها وجرأتها في اتخاد القرارات والسياسات"، علاوة على أن أي ضعف سيشجع "الأطراف الأخرى" على الاستمرار في تمرير أجندات تخدم مصالحها على حساب المصالح الأساسية للشعب الليبي، وعلى حساب السيادة الوطنية الليبية.

وأكدت الوكالة، في الأخير، أن مشاركة السلطات الليبية لأول مرة في "برلين 2" يجب أن يكون تعبيرا ملحا وانعكاسا صادقا لمطالبة الشعب الليبي بكافة أطيافه باستعادة القرار الليبي، مشددة على أن ذلك لن يكون ممكنا إلا من خلال فرض انسحاب القوات الأجنبية وكافة المرتزقة من التراب الليبي وفورا دون أية مساومات، ورفض كافة أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية الليبية.

-0- بانا/ع د/ط ع/22 يونيو 2021