الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الحرب التدميرية على قطاع غزة تستأثر باهتمام الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- واصلت الصحف التونسية، للأسبوع الخامس على التوالي، تركيز اهتمامها ومتابعاتها على الحرب التدميرية على قطاع غزة والمجازر التي طالت المدنيين وبخاصة الأطفال في ظل غياب مواقف قوية لوضع حد لهذا العدوان.

وقالت جريدة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية، إن حرب 2023 ضد غزة بلا شك واحدة من أفظع حروب العصر الحديث.. ولاحظت أن المدنيين المعرضين للبرد والجوع والإرهاب، لا يعرفون كيف يبقون على قيد الحياة أو أين يحتمون.. يحملون أطفالهم أو أشلاء جثثهم بين أذرعهم، مثل الأشباح التي ترتفع من أحشاء الأرض.

من جهتها، لاحظت صحيفة (الشعب) أنه "عندما اندلعت الحرب ضد المقاومة وقامت الآلة العسكرية الصهيونية بطحن الآلاف من الفلسطينيين بغارات تقول عنها إنها مقدمات لحرب أوسع، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعلان الدعم غير المشروط لضرب غزة وأهلها. ولتثبت أنها جادة، حركت حاملة طائرات نحو المنطقة، كما أشارت الصحيفة إلى الطابع الوحشي للحكومات الغربية التي ظلت منحازة لآلة العدوان وكأن آلاف الأطفال والنساء الذي يُقتلون بنفس الأسلحة الغربية ليسوا من هذا الكوكب!  

وعلقت جريدة (الصحافة) على انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض، وقالت: إن المواقف المخزية مثل الدعوة إلى خفض التصعيد والسماح بدخول المساعدات الانسانية، هي "إنشائيات متأخرة لم تعد مجدية ولن تردع "إسرائيل" ولن تربك أمريكا ولا فرنسا ولا بريطانيا".

صحيفة (الشارع المغاربي) علقت على ما قاله الرئيس بايدن: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها"، وأوضحت أن هذه طريقة في القول الباذخ المسنود بالقوة الحربية في دعم الاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي وهذا الموقف الداعم  للاستعمار يستمد مخيلته العملية مما ِجرى تاريخيا في أمريكا وأستراليا وكندا وإلى حد ما في جنوب أمريكا وإفريقيا من إبادة وتهجير، ففي مفهوم الاحتلال يجب ألاّ يبقى من السكان الأصليين سوى نطف انتقائية من ثقافتهم التي تتحول إلى فلكلور متحفي يُكفر عن الذنوب!.

وأضافت الصحيفة: عندما قال جوزيف بوريل إن أوروبا حديقة تحيط بها الغابات، كان المتلقي الأول الذي طرب لهذه الفكرة هو نتنياهو الذي أعلن أن تلك الوحوش موجودة فعلا في غزة، وأنه نذر نفسه، "كإنسان حديث ديمقراطي متحضر"! ليقدم خدمة للغرب "الإنساني"! بمنع تلك الوحوش من الوصول إلى باب حديقته!!

بدورها، تطرقت جريدة (لو طون)Le Temps الناطقة بالفرنسية، إلى بعض البرامج الإعلامية التي تتساءل عما سيكلف تونس "معاداة الصهيونية"، بينما يتم إنشاء المزيج مع معاداة السامية بسرعة، وقالت: ببساطة، هناك تهديد بعزلة تونس وتراجع الاستثمار الغربي، والمثير للسخرية  أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ووكالات التصنيف سوف تتاجر في الوقت الحالي بأسلحتها العقابية ضد البلد.

وتحدثت مقالات في أكثر من صحيفة عن المواقف السياسية للرئيس قيس سعيد في حربه على الفساد ومراكز القوى ولوبيات الاحتكار والاستغلال منذ انتخابه وخاصة منذ 25 يوليو. ومنذ انتخابه وخاصة منذ 25 يوليو، صوّر الغرب قيس سعيد على أنه "ديكتاتور" لم يُعط سوى القليل من التحيز الإيجابي، خاصة أنه علق الإسلام السياسي، وأوضحت أنه خارج إيطاليا، برمجت العواصم الأوروبية الخاضعة لواشنطن غضبها على تونس، وفي الداخل، تستخدم المعارضة صيغة "انقلاب" .. نعم، ولكن انقلاب ضد من؟ إذا كان ذلك ضد حركة "النهضة" فسيكون كافياً لأن نتذكر العقد الأسود بانتهاكاته وظلمه".

-0- بانا/ي ي/ع د/ 12 نوفمبر 2023