الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الحرب في السودان كابوس على الأطفال، حسب ممثلة اليونيسيف

الخرطوم-السودان(بانا)- قالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان إن الحرب الدائرة في هذا البلد تجعل مستقبل أكثر من 24 مليون طفل سوداني في خطر.

وقالت مانديب أوبراين، ممثلة اليونيسيف في السودان، في مقابلة مع موقع أخبار الأمم المتحدة، "إن الأطفال السودانيين يعيشون كابوسا، وقد تتحول معاناتهم إلى أزمة منسية وربما تصبح كارثة عبر الأجيال، الأمر الذي يهدد مستقبل جميع أطفال السودان. 

وأوضحت أن القتال الدائر منذ نحو عشرة شهور، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، ترك 14 مليونا من الأطفال في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة.

وأدى الصراع إلى أكبر نزوح للأطفال في العالم حيث أُجبر أكثر من 3.5 مليون طفل على الفرار من بيوتهم منذ بداية هذه الحرب، ما يجعل بالسودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.

وهناك أكثر من 7,4 مليون طفل في السودان لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب الآمنة الضرورية للغاية للبقاء على قيد الحياة والازدهار. ويمكن للمرء أن يتخيل مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه والوفيات التي تصاحبها.

كما أن ما يقرب من مليوني طفل في حاجة ماسة إلى لقاحات منقذة للحياة لحمايتهم من الأمراض التي تهدد حياتهم. ويعاني أكثر من 3 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، مما يجعل السودان أحد أعلى معدلات سوء التغذية في العالم. ومن بين هؤلاء، هناك 700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، مما يعني أنهم إذا لم يحصلوا على العلاج الطبي المنقذ للحياة، فسوف يموتون. 

وهناك أيضا 19 مليون طفل في سن الدراسة لا يذهبون إلى الفصول الدراسية. وهذا يدفع السودان إلى حافة أن يصبح واحدا من أسوأ أزمات التعلم في العالم.

وسيواصل اليونيسيف جهود المناصرة الجماعية -على المستويين الاتحادي والولائي- بهدف إعادة فتح المدارس. لقد ظلت أبواب المدارس مغلقة لفترة طويلة جدا. يجب أن يعود الأطفال إلى المدارس والفصول الدراسية. 

ولكي يحدث ذلك، لا بد من دفع أجور المعلمين. ومن المؤسف أنه منذ بداية هذه الحرب، لم يحصل المعلمون وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية على رواتبهم. لذلك يجب أن يحدث ذلك الآن. تعمل اليونيسيف مع الشركاء لمواصلة هذه الدعوة وإيجاد حلول عملية وطرق لدعم المدارس لإعادة فتحها بأمان حيثما تسمح الظروف بذلك. 

وبالنسبة للأعداد الكبيرة من الأطفال الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة والذين لم يكونوا مسجلين في المدارس قبل النزاع، فإن اليوينسيف يحاول توفير طرق تعليم بديلة لأكبر عدد ممكن منهم.

وكما هو معلوم، يشهد السودان عمليات نزوح داخلية واسعة النطاق. لذلك، في نقاط تجمع النازحين، نقوم بإطلاق ما نسميه مساحات التعلم الصديقة للطفل والتي يطلق عليها اسم "مكانّا (مكاننا)" باللغة العربية. 

يمكن للأطفال أن يشعروا بالأمان والحماية في هذه المساحات. وفي الوقت نفسه يمكنهم التعلم من خلال التعلم الإلكتروني والحلول الرقمية منخفضة التكلفة المجربة والمختبرة.

وقد تمكن اليونيسيف من نشر أكثر من 850 من هذه التقنيات في جميع أنحاء البلاد، حيثما كان ذلك ممكنا. وقد تمكنا من الوصول إلى أكثر من ربع مليون طفل وتزويدهم بالتعليم الذي هم في أمس الحاجة إليه، فضلا عن الدعم النفسي والاجتماعي، الذي يساعدهم على التعامل مع الصدمات النفسية الناجمة عن الحرب. 

وفي مجال الصحة، تعاني الأنظمة الصحية من ضغوط شديدة للغاية. تأثرت المرافق الصحية وتعطلت الخدمات، خاصة في الولايات التي تشهد صراعات. ويواصل اليونيسيف العمل مع وزارة الصحة الاتحادية وعلى المستوى الولائي -جنبا إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية والشركاء- بهدف تقديم الخدمات الصحية الأساسية المطلوبة بشكل عاجل، في سياق تفشي الأمراض، ولكن أيضا إجراء حملات التحصين الأساسية للأطفال.

وقالت أوبرين إن منظمتها تمكنت حتى الآن من تطعيم أكثر من مليون طفل ضد مرض الحصبة، الذي يثير قلقا بالغا، وينتشر حاليا بينما نحن نتحدث الآن.

وفي هذا الأسبوع، انطلقت حملة ضد الحصبة والحصبة الألمانية بدعم من التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، ونهدف إلى تطعيم أكثر من 5 ملايين طفل في سبع ولايات -بحلول نهاية هذا الأسبوع- بهدف حمايتهم من هذه الأمراض التي تهدد حياتهم. نهدف إلى الوصول إلى 15 مليون طفل خلال الأشهر المقبلة.

وعلى الرغم من خشيتها أن يصبح السودان أزمة منسية مع احتدام الصراع في غزة وتفاقمه في أوكرانيا، فقد شددت أوبرين على التزام اليونيسيف بالبقاء والعمل على الأرض جنبًا إلى جنب مع شركائه.

وفي العام الماضي، حصل أكثر من 6,4 مليون طفل وأسرة على الإمدادات الصحية الأساسية، وتم الكشف على أكثر من خمسة ملايين طفل دون السن الخامسة عن سوء التغذية، مما أدى إلى علاج أكثر من 300 ألف حالة خطيرة.

ودعت مسؤولة اليونيسيف إلى توفير المزيد من التمويل لتلبية الاحتياجات المتزايدة للأطفال والنساء والأسر.

وقالت: "يبقى الأهم أن تتضافر كافة الجهود الدولية والإقليمية حتى يتمكن السودان من إيجاد حل سياسي لهذا الصراع المدمر".

"يجب أن تنتهي هذه الحرب الآن. السودان بحاجة ماسة إلى السلام".

-0- بانا/م أ/س ج/26 يناير 2024