الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الموقف الايطالي إزاء تونس في علاقة بالصعوبات الاقتصادية محور اهتمام الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تطرقت الصحف التونسية هذا الأسبوع إلى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني، في مقدمتها حلول شهر رمضان المعظم والعلاقة المتعثرة مع صندوق النقد الدولي إضافة إلى تسليط الضوء على العلاقات التونسية الايطالية.

وبمناسبة حلول شهر رمضان، أجمعت الصحف في أكثر من تعليق على أنه برغم الظروف الصعبة التي عاشتها البلاد في الفترة الأخيرة، فإن الحكومة عملت على ضمان تزويد الأسواق بكل احتياجات التونسيين، وتمت محاصرة المضاربين وكبار المحتكرين الذين دأبوا على استغلال فترة رمضان كمناسبة للإثراء، ولاحظت أن قدوم رمضان أحيا في نفوس التونسيين روح القيم والتضامن والتكافل سواء عبر الأفراد مباشرة أو من خلال منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية.

وفي تطرقها إلى الذكرى السابعة والستين للاستقلال، قالت جريدة (الصباح): "تعود ذكرى الاستقلال فيما تتراجع بوصلة تونس إفريقيا بل إقليميا ودوليا، ما يفسر تعدد محاولات التدخل الخارجي، وعودة خطاب الوصاية من أكثر من جهة، ونقصد هنا بكل صراحة مواقف إيطاليا المتكررة إزاء بلادنا". 

هذه المواقف الإيطالية قابلتها ردود فعل من كل الصحف التونسية، حيث كتبت جريدة (الصحافة): المتأمل في الأحداث ولأول وهلة قد يقر بأن إيطاليا اختارت موقفا داعما لتونس، وهي بذلك، وفق هذه الرؤية السطحية إلى حد كبير، تغرد خارج سرب الاتحاد الأوروبي الذي ما انفك يعرب عن "قلقه" بشأن أوضاعنا الداخلية ويقحم نفسه في الشأن الداخلي التونسي بشكل سافر، إلا أن الأكيد هو أن الموقف الايطالي يصب في خانة مصلحة روما خشية موجات جديدة من تدفق المهاجرين انطلاقا من الشواطئ التونسية. 

وفي هذا المقام أيضا، لاحظت جريدة (الشروق) أن الوضع الداخلي التونسي في علاقة بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية تحول إلى ما يشبه الملفَّ الموضوعَ على أجندات عواصم غربية بعينها ومن أبرزها إيطاليا بالنظر لارتدادات ما يحدث في تونس على وضعها الأمني والاقتصادي، حيث لا تخفي إيطاليا توجهاتها الاستراتيجية في علاقة بالضفة الجنوبية للمتوسط، وتريد أن يكون نفوذها أكبر ضمن محور ثلاثي يضم الجزائر وتونس وليبيا ضمن رؤية جيوسياسية لمصالحها علاوة على أنها تعتبر تونس ممرا طاقيا هاما للغاز القادم من الجزائر وهو ما يدفعها إلى الحفاظ على الاستقرار التونسي.

وتساءلت جريدة (المغرب)، من جهتها: هل نحتاج فعلا إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لنغادر مربع الأزمة المالية؟ وفي إجابتها قالت: نحن أمام خيارين: خيار الحكومة بالمضي في الاصلاحات والاتفاق مع الصندوق، وخيار الرئاسة بالتعويل على الموارد الذاتية وعدم القبول الكلي أو الجزئي بالشروط الثلاثة الكبرى لصندوق النقد الدولي وهي التقليص في كتلة الأجور والتحكم في نفقات الدعم وخوصصة بعض المنشآت والمؤسسات العمومية.

وأكدت الجريدة أن هذه الشروط الثلاثة للصندوق هي بمثابة إصلاحات غير شعبية لأي منظومة حكم في العالم، وهذا ما يفسر تردد رأس السلطة التنفيذية في تحقيق هذه الشروط والاستجابة إليها.

وفي ظل تدخل بلدان الاتحاد الأوروبي وأمريكا واشتداد ضغطها على تونس بسبب ظرفها المالي الصعب، دعت افتتاحيات ومقالات عديدة في أكثر من صحيفة إلى إنجاز تحول استراتيجي في علاقات تونس الخارجية وذلك ببناء علاقات جديدة متعددة الأقطاب والتوجه دوليا نحو قوى دولية جديدة على غرار المجموعات الاقتصادية الصاعدة للاستفادة من قدراتها خاصة في الاستثمار والبنية الاساسية والتكنولوجيا والتصدير، وهو "ماسيساهم بطريقة فعالة في تخفيف ضغوطات المعسكر الغربي على بلادنا".

صحيفة (الشروق)، من جانبها، أكدت أنه أمام الضغوطات السياسية الخارجية آن الأوان لكي تشرع تونس في وضع استراتيجية وطنية كبرى على المدى القصير والمتوسط للتعويل على الذات ولتحقيق الاكتفاء الذاتي وتكون البداية بتحقيق الأمنيْن الغذائي والطاقي وهو ما يتطلب توجه الدولة كليا نحو تطوير القطاع الفلاحي لتثمين زراعات الحبوب والأعلاف وثانيا التوجه نحو مجال الطاقات البديلة اعتمادا على ثرواتنا الطبيعية من شمس ورياح.

وخلصت إلى القول: سياسة "العصا والجزرة" الغربية يجب أن تنتهي في تعاملها مع الشعوب التي تروم التحرر والاستقلالية الحقيقية.

-0- بانا/ي ي/ع د/26 مارس 2023