الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الدور الثاني للانتخابات التشريعية يتصدر اهتمامات الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تطرقت الصحف التونسية، الصادرة هذا الأسبوع، إلى عدد من المواضيع من بينها الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية وتداعيات تغيرات المناخ، إلى جانب المشاكل التي تواجهها المؤسسات الاعلامية والتعليمية، في حين خصصت كل الصحف الصادرة اليوم الأحد، افتتاحياتها للحديث عن الدور الثاني للانتخابات التشريعية.

وأجمعت على التأكيد أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وخاصة ارتفاع الأسعار وتوسع دائرة الفقر وزيادة الأعباء الجبائية قد خلقت حالة احتقان في البلاد، معتبرة أن المواقف الغاضبة مفهومة نتيجة الخيبات المتتالية التي يعيشها المواطنون منذ أحداث 14 يناير 2011، وطبيعي أن تنخفض في مثل هذه الظروف نسبة الحماس للمشاركة في الحياة السياسية.

وفي هذا المقام، لاحظت جريدة (الصحافة) أن الدور الثاني من التشريعية يجري وسط مناخات سياسية واجتماعية واقتصادية هشة ومتوترة وهو محاصر بغضب شعبي نكاد نسمع صراخه بسبب انزلاق المقدرة الشرائية إلى حد أدنى غير مسبوق، مشيرة إلى أن الرئيس قيس سعيّد ينهي اليوم الأحد، خارطة الطريق التي أطلقها أياما قليلة بعد إعلانه مسار 25 يوليو 2021، وقد اختار أن يمضي وحده على هذه الطريق برغم ثقلها وصعوبة المرحلة اقتصاديا واجتماعيا.

 من جانبها، قالت جريدة (الصباح): ما يجب أن لا يغيب عنا هو أن من صالح المجموعة الوطنية أن تسعى إلى تكريس مبدأ الانتخابات وأن تعمل على ترميم كل ما تهدم بخصوص هذه الاستحقاقات التي تحولت منذ 2011 إلى مجرد آلية للوصول إلى السلطة.

 بدورها، اعتبرت جريدة (الشروق) أنه أيا كانت نسب المشاركة في الدور الثاني للانتخابات، فان العملية الانتخابية ستكون مع إغلاق مكاتب الاقتراع قد انتهت لتفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة وجب أن تكون مرحلة بناء وتحول جذري في كل المجالات وإلا سنكون قد أهدرنا فرصة جديدة للنهوض والتقدم.

وفي تقديرها، اعتبرت صحيفة (الشروق) أن المشهد السياسي يبدو اليوم مفتوحا أمام سيناريوهات متعددة خاصة بعد فشل المسار الديمقراطي منذ أكثر من 10 سنوات في تحقيق مطامح المواطن ومطالبه بتحسين وضعه المعيشي والبدء في الدخول في عملية إصلاح شاملة لكل ما لحقه التخريب في مختلف القطاعات منذ 2011.

وتطرقت تعليقات عديدة في أكثر من صحيفة إلى المشاكل التي تواجهها المؤسسات الاعلامية التي سبق أن أعلنت عن تحركات نقابية منذ أشهر، على خلفية الأزمة المالية الخانقة التي تزداد تعقيدا أمام مماطلة الحكومة واتّباعها سياسة التسويف، إلى درجة حرمان العاملين في هذه المؤسسات بشكل متفاوت من مستحقاتهم المالية سواء بتأخر صرف الأجور أو عدم التمتع بالتغطية الاجتماعية والتأمين على المرض وهو ما جعل هذه المؤسسات تعيش حالة من الغموض حول مصيرها ومصير العاملين فيها.

وتوقفت جريدة (الصباح) أمام ظاهرة التغيرات المناخية غير المسبوقة التي قالت إنها أصبحت اليوم تفرض نفسها بقوة على حياة المواطن في ظل تحديات الجفاف ونقص المياه واضطرابات في المحاصيل الزراعية، ما جعل صيحات فزع المختصين تتعالى محذرة من أن كل هذه المؤشرات قد تفرض علينا إعلان الطوارئ المناخية في السنوات القادمة.

 كما تناول عدد من الصحف استفحال أزمة التعليم في مراحله المختلفة، وفي هذا الشأن، كتبت جريدة (الصباح): لا يختلف اثنان في أن التعجيل بتدمير المجتمعات وخراب الأوطان يمر عبر استهداف التعليم وتجهيل العقول مرورا بتقزيم الثقافة وإلغاء دورها في إنارة الفكر وصولا إلى إفساد الذوق العام لضمان انتشار الرداءة وامتداد الشعبوية في كل مظاهرها.. وتابعت قائلة: لا نكشف سرا إذا اعتبرنا أن معاول الهدم التي تستهدف بلادنا وتستهدف معها مؤسسات الدولة الوطنية باتت أسرع وأقوى من معاول البناء والإعمار التي أصابها الشلل ونقصد بذلك بناء العقول التي دونها لا يتحقق التقدم والرقي والازدهار المطلوب.

وفي هذا السياق أيضا، قالت جريدة (المغرب) إن مسألة إعادة النظر في سياساتنا التعليمية ترتبط  بمدى قدرة المسؤولين على مقاومة إغراء الامتيازات التي يفرضها الموقع والنأي بأنفسهم عن الصراعات الأيديولوجية والأجندات الحزبية ومدى استعدادهم لمواجهة الأزمات بعقلانية وحسن توصيفهم لواقع المؤسسات التربوية والتعليمية وقدرتهم على تشخيص العلل والأدواء.

-0-بانا/ي ي/ع د/29 يناير 2023