الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الناجون من الحرب العنيفة في السودان منسيون، حسب منظمة إنسانية

انجامينا-تشاد(بانا)- كشفت منظمة "المجلس النرويجي للاجئين" الإنسانية، أن قرابة 700 ألف شخص فروا من العنف الشديد السائد في السودان، ولجأوا إلى شرق تشاد.

ولاحظت المنظمة أن اللاجئين يمثلون واحدا من كل ثلاثة أشخاص في هذه المنطقة المنكوبة بشدة، مضيفة أن الناجين أفلتوا من جرائم فظيعة إلا أنهم يواجهون الآن إهمالا شديدا وصراعا يوميا من أجل البقاء.

وأشار "المجلس النرويجي للاجئين"، في بيان على موقعه الإلكتروني، إلى أن "الوحشية المفرطة" للحرب في السودان أجبرت 9 ملايين شخص على النزوح داخل بلادهم.

ولفت المجلس إلى أن "هذه الآن أكبر أزمة تهجير مرتبطة بالحرب في العالم، حيث تتفوق حتى على أوكرانيا وسوريا. وقد اضطر عدة أشخاص في السودان للفرار من العنف أكثر من مرة".

ولجأ مليون و700 ألف شخص إلى بلدان الجوار. وفي الإجمال، اضطر 7ر10 مليون شخص للفرار من الصراع العنيف السائد في السودان، دون أن يتمكن أي منهم تقريبا من إيجاد مكان آمن.

واعتبر "المجلس النرويجي للاجئين" أن تشاد استقبلت عددا هاما من الأشخاص الفارين من السودان، والذين هربوا من هجمات عرقية في ولاية غرب دارفور.

وأوضحت المنظمة أن "حجم الوافدين وضع مشقة لا تطاق على أحد أفقر بلدان العالم (تشاد)، حيث يفتقر اللاجئون الآن حتى إلى أبسط الدعم الضروري للبقاء على قيد الحياة. إن الدعم الفوري والمتزايد لتشاد وضحايا أزمة السودان الأوسع نطاقا أمر مطلوب، شأنه شأن الشجاعة السياسية، من قادة العالم لإنهاء هذا العنف عديم المعنى".

وقال الأمين العام "للمجلس النرويجي للاجئين"، يان إيغلاند، الذي زار مخيمات ومستوطنة غير نظامية في أدري، بشرق تشاد، هذا الأسبوع، "سمعتُ، هنا في تشاد، شهادات صادمة عن العنف والفظائع المتعمدة. وشهدت العائلات الفارة من دارفور المجاور إعدامات واغتصابا وقصفا عشوائيا وحرق مخيمات ومجازر، لمجرد انتمائها العرقي".

وأردف بالقول "لكن العديد من الناجين تم التخلي عنهم تماما. إنهم مضطرون للعيش في ظروف يائسة ولا تليق بهم، تحت خيام مؤقتة، يفتقرون حتى إلى المساعدة الأساسية. كيف يمكن أن يُنسى هؤلاء الناجون بهذا الشكل؟".

ولاحظ المجلس النرويجي للاجئين أن البنية التحتية في تشاد مكتظة بينما يستمر تدفق اللاجئين على البلاد.

ولا يملك القادمون الجدد خيارا بديلا عن إقامة مخيمات غير نظامية مع الأمل في الحصول على مساكن أفضل لاحقا. ويفقتر الآلاف من اللاجئين إلى الغذاء الكافي والمياه النظيفة الآمنة، وحتى إلى حاويات بلاستيكية لإحضار أي مياه متاحة. وتحذر وكالات الإغاثة من أن نقص الدعم ينذر بكارثة إنسانية.

وعلى الرغم من وجود تاريخ طويل لفرار الناس من العنف في دارفور ولجوئهم إلى تشاد، إلا أن حجم وسرعة التهجير الحالي غير مسبوقين.

وتجاوز عدد الفارين من السودان إلى تشاد خلال الـ10 أشهر الماضية العدد المسجل خلال حرب دارفور لسنة 2003 . ففي مدينة أدري، الأقرب إلى الحدود مع دارفور، يعيش 150 ألف لاجئ في مستوطنة غير نظامية بنوها بأنفسهم. ويتجاوز الآن عدد اللاجئين عدد السكان المحليين بأكثر من الضعفين في أدري.

وتابع إيغلاند قائلا "كنت هنا قبل 20 عاما، خلال فترة أخرى من العنف المروع في دارفور، عندما كان بوش وبلير وقادة العالم ومشاهير آخرون يستنكرون الوضع. اليوم، لدينا ثلاثة أضعاف عدد اللاجئين الفارين إلى تشاد سنتي 2003 و2004 . لكن هذه المرة، يُفتقد الغضب الدولي والتضامن. ولم تكن لأي من مبادرات السلام أو خطط الإغاثة تأثير حقيقي على المعاناة داخل السودان أو في مخيمات اللاجئين المجاورة. إن الاحتياجات هنا في تشاد تتجاوز الحدود، غير أن هذه المرة، انتقل انتباه العالم إلى مكان آخر. لا يمكن أن يستمر الوضع بهذا الشكل".

وأضاف أن "عدد اللاجئين الهائل هنا في تشاد، وشهاداتهم المروعة تروي قصة معاناة وعنف يكاد لا يمكن تصورهما. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين نستمع إليهم وندعمهم في تشاد لا يمثلون سوى جزء ضئيلا من جبل الجليد. إن الحرب في السودان مستعرة، وأصبحت الأزمة الآن أكبر أزمة تهجير في العالم، حيث تطال أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان وخارجه. إن الحرب تدمر منطقة بأكملها في قلب أفريقيا. يجب أن تكون هناك استجابة دبلوماسية وإنسانية دولية أكثر فعالية".

-0- بانا/م أ/ع ه/ 14 فبراير 2024