السودان: المدنيون في الفاشر عالقون بين الحصار أو خطر التعرض للقتل على طرق الفرار
بورتسودان-السودان(بانا)- مع اشتداد القتال للسيطرة على الفاشر، إحدى المدن الرئيسية في غرب السودان، يواجه السكان خيارا مستحيلا، إما البقاء تحت القصف أو المخاطرة بحياتهم على طرق القرار التي تتخللها أعمال العنف والنهب.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الوضع الإنساني يتدهور يوميا في عاصمة ولاية شمال دارفور، الفاشر، الخاضعة لحصار مستمر منذ أكثر من عام.
وصرحت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد، دينيس براون، أن "المدنيين في الفاشر لديهم خيار مستحيل، إما أن يظلوا محاصرين في المدينة أو يحاولوا الفرار ليواجهوا العنف والمضايقات والنهب على امتداد طرق خطرة".
وقامت الأمم المتحدة بتوثيق عمليات إعدام بإجراءات موجزة واختطاف واحتجاز تعسفية، فضلا عن هجمات عشوائية على الأسواق والمستشفيات وأماكن عبادة.
وكانت المدينة قد عانت، في أواخر أغسطس الماضي، من أكبر هجوم شنته حتى الآن قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية تسعى للسيطرة على آخر مركز حضري في دارفور ما يزال تحت سيطرة الجيش السوداني.
ويتنازع الطرفان على السلطة في جميع أنحاء البلاد في حرب أهلية مستمرة منذ أبريل 2023 .
ويمتد القتال إلى مخيم “أبو شوك”، وهو موقع كبير للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر.
وأكدت براون أنه “يجب رفع الحصار عن الفاشر ووضع حد للهجمات العشوائية وإصدار أوامر واضحة لمنع العنف الجنسي والهجمات ذات الدوافع العرقية”، مضيفة أن "القادة والمقاتلين مسؤولون عن أفعالهم بموجب القانون الدولي".
وتُظهر صور الأقمار الصناعية الآن وجود سواتر ترابية حول المدينة لأكثر من 68 كيلومترا، وفقا للأمم المتحدة، التي لاحظت أن ذلك يترك مسافة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة كيلومترات فقط للفرار.
وأشار “أوتشا” إلى وجود طوابير من المدنيين الذين يسعون للفرار سيرا على الأقدام من داخل هذا المحيط المغلق.
وعلاوة على ذلك، تشهد المدينة وضعا غذائيا مزريا. وكشفت منظمة طبية محلية أن ما لا يقل عن 20 شخصا، بينهم أطفال ونساء حوامل، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية خلال سبتمبر الماضي وحده.
ويؤكد “أوتشا” أن "هذه الوفيات المأساوية تبرز الحاجة الملحة إلى تأمين الوصول الإنساني".
وتتعدى المأساة حدود إقليم دارفور. ففي منطقة كردفان الشاسعة التي تربط وسط السودان بدولة جنوب السودان، أصبح الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية مسدودا أيضا بسبب القتال ونقص التمويل.
ويستفاد من إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من مليون شخص نزحوا عن ديارهم في المنطقة منذ بداية الحرب.
ولا تكفي إمدادات المساعدات المحدودة التي تصل إلى المنطقة لتخفيف الضغط عن المجتمعات المضيفة التي توشك هي الأخرى على استنفاد مواردها.
وفي أماكن أخرى، تجعل الفيضانات الموسمية البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة. ففي ولاية الجزيرة، الواقعة في قلب السودان، دمرت الفيضانات المزارع وجعلت حوالي 15 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة، يفتقرون إلى المأوى والغذاء والأدوية الأساسية.
-0- بانا/م أ/ع ه/ 01 أكتوبر 2025

