الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الضبابية بالمشهد السياسي وظاهرتا تفشي الفساد والعنف أبرز اهتمامات الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- واصلت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، تركيز افتتاحياتها ومتابعاتها على الأوضاع العامة بالبلاد وفي مقدمتها المشهد السياسي الذي لا يزال يتسم بـ"الضبابية"، وظاهرتي تفشي الفساد والعنف إلى جانب تردي المنظومة التربوية.

وفي رصدها المشهدَ السياسي، لاحظت الصحف أنه لا يوجد أحد في تونس يعلم إلى أين تسير البلاد، ولا كيف يفكر رئيس الجمهورية،ولا حقيقة الوضع الإقتصادي ولا أسباب عودة الاحتجاجات في بعض الجهات، لكن ما يعلمه الجميع أن "تواصل هذه الضبابية وجهل تحركات الرئيس المستقبلية وقراراته، بات أمرا مقلقا ويثير المخاوف".

ولاحظت جريدة (الصحافة) في رصدها المشهد السياسي، تصاعدَ حالات الإستقطاب الثنائي، مؤكدة أن مثل هذا الإستقطاب والحروب الكلامية والتدافع واستعراض العضلات في الشوارع، لم يكن حلاّ عقلانيا ووطنيا وظل ضربا من العبث والصراع غير المجدي على الحكم، حكم شعب لم يترك له المتصارعون ما يخسره برغم أنهم يتكلمون باسمه وينتحلون إرادته.

وخلصت إلى التساؤلإلى أين تتجه تونس ومن يعدّل بوصلة الوضع عموما في حال تأزم الوضع أكثر؟

من جهتها، قالت جريدة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية: يبدو أن التشويش أصبح اليوم مسلكا بالنسبة لبعض الأحزاب السياسية التي أعمتها جاذبية مصالحها الأنانية، وخدعت الشعب ومع ذلك تحاول استغفال الرأي العام.

ومن بين الحوادث التي اهتزّ لها الرأي العام ووجدت صدى كبيرا بالصحف، حادثة إقدام تلميذ في السادسة عشرة من العمر على تهشيم رأس معلمه وطعنه داخل الحرم المدرسي، وهي الحادثة التي جعلت الصحف تحذر من ارتفاع منسوب العنف في المجتمع التونسي  وتردي المنظومة التربوية.

 وفي تعليقها قالت جريدة (الصحافة)التلميذ في جريمته، هو خلاصة مكثفة "لعقد إجرامي" ربّى الأطفال والشباب على اللصوصية والنهب ورسّخ عقلية التواكل وشرّع للجريمة دون عقاب.. هو خلاصة لعشرية همّشت التعليم والثقافة والفنون حيث البلاد بلا "سند معرفي" وبلا أخلاق وبلا قيم وبلا جمال وقد راجت على أراضيها كل أشكال القبح في الفهم وفي التلقي وفي الثرثرات اليومية وفي التلفزات التي تقدم اللصوص على أنهم أبطال ونماذج افتخار وتفوّق.

وتحدثت مقالات عديدة عن تراجع مستوى التعليم وتردي الأوضاع بالمنظومة التعليمية، الذي وصفته بـ"الكارثة الحقيقية"، وأوردت، في هذا الخصوص، أن أكثر من 20 الف حالة عنف مدرسي سنويا يقابلها أكثر من 100 الف طفل يغادر المدارس، في حين اعتبرت جريدة (الصحافة اليوم) أن آلاف الأطفال يفشلون ليس لأنهم فاشلون وعاجزون عن التعلم بل لأن نظامنا التعليمي ونظام الاختبارات نظام متطرف ومجحف في حق كل التلاميذ.

وخلصت إلى القول: لوحة سوداء وعلى قتامتها تستدعي الجميع إلى وقفة تأمل وإلى حوارات هادئة وعميقة وتفضي إلى مخرجات تفضي إلى إرساء إصلاح شامل وعميق ينتشل الملايين من أبنائنا من براثن الضياع.

بدورها، أكدت جريدة (الشروقأن تونس تعيش منذ عشر سنوات في مناخ من العنف غير المسبوق وصرنا نتساءل عن هذا التحوٌل التراجيدي الذي يعيشه المجتمع الذي كان معروفا بالتسامح والتضامن حتى كأننا لم نعد نعرف مجتمعنا بعد "الثورة "التي أُسّست للفوضى والخروج عن القانون، مضيفة أن ما نراه اليوم هو حصيلة عشر سنوات من تأسيس ثقافة الإفلات من العقاب واستقالة الدولة وبدون مراجعة جذرية للنظام التربوي.

وتطرقت جريدة (الصحافة)، من جديد، إلى ظاهرة الفساد التي وصفتها بـ"الأخطبوط متعدد الأذرع"، وقالت إن نمو الفساد يتم بسرعة تفوق قدرة الدولة على السيطرة أو حتى مجرد المواجهة،.

وأضافت: إذا كان الفساد قبل عشر سنوات له عناوين معلومة ومحدودة فإنه أصبح "ديمقراطيا" بعد الثورة ومسّ كل الفئات والطبقات وتساوى جلّ التونسيين أمام غوايته في ظل غياب إرادة سياسية لشن حرب ضروس على الفساد وقطع دابر الفاسدين بسلطة القانون، إلا أن الجريدة لم تغفل عن الإشارة إلى أن "الكثير من الفاعلين السياسيين وذوي مراكز النفوذ يستفيدون من هذا الفساد".

وفي الشأن الإقتصادي، حذرت صحيفة (الشارع المغاربيمن مخاطر الدين الخارجي على السيادة الوطنية والذي ناهز 70 بالمائة من مجموع الدين العمومي، ويُعتبر من أعلى النسب في العالم، مشيرة إلى أن ما يجري في  تونس منذ سنة 2013 إلى اليوم لم يسبقه مثال في العالم باستثناء اليونان

 

-0- بانا/ي ي/ع د/14 نوفمبر 2021