الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

برنامج الأغذية العالمي يحذر من اقتراب توقف عمليات الإغاثة في تيغراي

جنيف-سويسرا(بانا)- حذر برنامج الأغذية العالمي، يوم الجمعة، من أن عمليات المساعدة الغذائية المنقذة للحياة في شمال أثيوبيا على وشك التوقف لتعذر وصول المساعدات الإنسانية والوقود، بسبب القتال العنيف ونقص التمويل.

وذكر برنامج الأغذية العالمي، في بيان صدر يوم الجمعة، أن تصعيد الصراع في شمال أثيوبيا أدى إلى عدم وصول أي قافلة تابعة لهذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، منذ منتصف ديسمبر. 

وما يزيد من حدة التخوف أن مخزونات الأغذية المدعمة لعلاج الأطفال والنساء الذين يعانون من سوء التغذية قد استنفدت، حيث أن الأسبوع المقبل سيشهد توزيع آخر الحبوب والبقول والزيوت التي يقدمها البرنامج.

وصرح المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، طومسون فيري، في جنيف، أن "عمال برنامج الأغذية العالمي في الميدان أبلغوني أن المخازن أصبحت الآن فارغة، ويعد ذلك مؤشرا خطيرا للغاية على حد خبرتي".

من جانبه، قال مدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، مايكل دانفورد، "بات علينا أن نختار الآن من سيجوع لمنع شخص آخر من التضور جوعا"، مضيفا "نحن  بحاجة إلى ضمانات فورية من جميع أطراف النزاع لممرات إنسانية آمنة، عبر جميع الطرق، في شمال أثيوبيا".

ونبه دانفورد إلى أن الإمدادات الإنسانية لا تتدفق بالسرعة والحجم المطلوبين، ملاحظا أن الوكالة الأممية تمكنت فقط من تغطية 20 في المائة من العدد المستهدف في آخر جولة لها لتوزيع المساعدات في تيغراي، قائلا "إننا على حافة كارثة إنسانية".

وجاء هذا التطور في أعقاب شن عدة غارات جوية منذ بداية السنة الجارية في تيغراي، حيث أدت -بحسب ما أفادت به مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان- إلى مقتل 108 مدنيين وإصابة 75 آخرين بجروح على الأقل.

وأعربت المتحدثة باسم المفوضية، ليز ثروسيل، التي أصدرت تحذيرا في جنيف، عن "انزعاج مفوضية حقوق الإنسان من التقارير الكثيرة المثيرة للقلق العميق التي لا نزال نتلقاها عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين وتدمير للمنشآت المدنية".

ولاحظت أن أهداف تلك الغارات شملت مخيمات للنازحين واللاجئين ومعهد تدريب فني وحافلة صغيرة خاصة متوجهة من أديات إلى أكسوم، بالقرب من الحدود مع إريتريا.

كما تعرضت مطحن حبوب بلدي لهجوم بطائرة مسيرة مفترضة يوم الإثنين 10 يناير، أسفر، وفقا للأنباء، عن مقتل 17 مدنيا وإصابة 21 آخرين بجروح، ومعظمهم نساء أتين لطحن حبوبهن.

لكن أعنف هجوم منفذ حتى الآن استهدف مخيم ديديبيت يوم الإثنين 07 يناير. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "حزنه العميق، حيال ذلك الهجوم الذي أوقع ما لا يقل عن 59 قتيلا و30 جريحا،

وقالت ثروسيل، في تصريحات صحفية بجنيف، "ندعو السلطات الأثيوبية وحلفاءها لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية، امتثالا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ويجب أن يراعي أي هجوم، بما يشمل الضربات الجوية، مبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات في الهجوم".

وأضافت "يجب على أطراف النزاع، بشكل خاص، اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للتحقق من أن الأهداف هي أهداف عسكرية فعليا، وتعليق الهجوم إذا اتضح أنه ليس هدفا عسكريا أو أن الهجوم سيكون غير متناسب. وقد يرقى عدم احترام مبدأي التمييز والتناسب إلى جرائم حرب".

وبعد مرور أكثر من عام على اندلاع النزاع في شمال أثيوبيا، يحتاج حوالي 4ر9 مليون شخص إلى مساعدات غذائية إنسانية، ما يمثل زيادة بـ7ر2 مليون شخص عما كان عليه العدد قبل أربعة أشهر، وفق برنامج الأغذية العالمي، الذي اعتبره، في بيان له، "أعلى رقم مسجل حتى الآن".

وتخطط الوكالة الأممية لتغطية 1ر2 مليون شخص بالمساعدات الغذائية في تيغراي، و650000 شخص في أمهرة، و534000 شخص في عفار.

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أنه من المرجح أن تنفد إمدادات الغذاء والتغذية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء أثيوبيا اعتبارا من فبراير المقبل بسبب نقص غير مسبوق في التمويل.

ويسعى البرنامج، في هذا الخصوص، لتعبئة مبلغ إضافي قدره 337 مليون دولار في إطار استجابته الطارئة بالمساعدات الغذائية في شمال أثيوبيا، إلى جانب 160 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الجفاف الشديد في إقليم الصومال (أثيوبيا) خلال الأشهر الستة المقبلة.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 15 يناير 2022