الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد، أمام مجلس الأمن الدولي، أن التنوع "مصدر قوة"

نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- أكد الأمين العام للأمم المتحدة لقادة العالم وممثلي الدول الأعضاء ومواطنين بارزين من العالم في مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، أن "الإدماج أمر أساسي لإعادة بناء المجتمعات في أعقاب الحرب وتحقيق السلام الدائم".

وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمام نقاش مفتوح عقد أمس في المجلس حول مسألة التنوع وبناء الدولة والبحث عن السلام، نظمته كينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر.

وأوضح الأمين العام أنه "بالنسبة للبلدان الخارجة من أهوال الصراع والتي تتطلع إلى مستقبل أفضل -بل لجميع البلدان- يجب ألا يُنظر إلى التنوع على أنه تهديد. فهو مصدر قوة".

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن "السلام لا يوجد في قطعة من الورق"، بل في الناس، متحدثا عن كيف يمكن لعدم المساواة والحكم الضعيف أن يخلقا مساحة لنمو التعصب والتطرف، مما قد يؤدي إلى نشوب صراع عنيف، غير أن للإدماج تأثيرا معاكسا.

وقال إنه من خلال فتح الباب أمام الإدماج والمشاركة، "نتخذ خطوة عملاقة إلى الأمام في منع نشوب النزاعات وبناء السلام".

وأضاف: "بينما تتطلع البلدان إلى بناء سلام مستدام، فإنها بحاجة إلى إشراك وتضمين جميع شرائح السكان في عملية إعادة بناء المجتمعات والحفاظ على السلام".

وقد عُقد هذا الاجتماع، الذي ترأسه الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، لأن معظم الحالات المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن تنشأ من نزاعات داخلية تلعب فيها قضايا الهوية -سواء كانت إثنية أو عرقية أو دينية أو اجتماعية اقتصادية- دورا.

وكان من بين المشاركين الرئيس الرواندي بول كاغامي، ورئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي، وكذلك أول امرأة نائبة لرئيس البرلمان الأفغاني السيدة فوزية كوفي.

وشدد الأمين العام على ثلاثة مجالات للعمل، تبدأ بضمان عمل المؤسسات والقوانين الوطنية لصالح جميع الناس، من خلال حماية وتعزيز حقوق الإنسان.

وقال: "هذا يعني تنفيذ السياسات والقوانين التي تحمي الفئات الضعيفة -بما في ذلك القوانين ضد التمييز على أساس العرق أو الإثنية أو العمر أو الجنس أو الدين أو الإعاقة أو التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية".

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن البلدان الخارجة من حالة عدم الاستقرار لا تستطيع تجاهل آراء قطاعات كاملة من سكانها، الأمر الذي قد يغذي الاستياء في المستقبل. بدلاً من ذلك، ينبغي عليها استكشاف طرق لإعلاء صوت المناطق دون الوطنية.

وقال غوتيريش، متحدثا بالفرنسية: "يجب على الحكومات أن تجد سبلا لدفع الناس قدما معا، ككيان واحد، من خلال الحوار المستمر -والاعتراف بالاختلافات واحترامها- حتى لو كان هذا يعني نقل بعض مجالات السلطة" إلى آخرين.

وبيّن أن عمليات الأمم المتحدة على الأرض تعمل على إبقاء الحوار مفتوحا وجاريا بين مؤسسات الدولة والسكان المحليين "حتى يتمكن الجميع من المشاركة في تشكيل مستقبل بلادهم".

وبالنسبة للنقطة الثالثة، شدد الأمين العام على أهمية إشراك النساء والشباب لأن "بناء السلام واستدامته يتطلب أصواتهم وأعمالهم".

وقال إن هذا أمر تؤكده بشدة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والبعثات السياسية الخاصة.

أما رئيس رواندا بول كاغامي فشدد، في خطابه، على أن بناء السلام عملية مستمرة. وقال إنه في حين سيكون من المستحيل منع جميع النزاعات، يمكن التقليل من حدتها وتأثيرها من خلال الاستمرار في الاهتمام بالاحتياجات والتوقعات المحلية.

وأضاف، في حديثه عبر تقنية الفيديو: "هذا يعني الاستثمار في قدرة المؤسسات والأفراد حتى يتمكنوا من تحقيق النتائج التي يتوقعها المواطنون ويستحقونها". 

واعتبر أن "المنظمات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لها دور مركزي في العديد من الحالات. كما تلعب مجموعات المجتمع المدني، ولا سيما تلك التي تقودها النساء، دورا رئيسيا، مثلها مثل قادة الأعمال".

وقدم رئيس كينيا العديد من التوصيات للمجتمع الدولي، تضمنت مراجعة ما إذا كانت المؤسسات العالمية حاليا "مناسبة للغرض" في بناء عالم أكثر شمولية.

كما دعا الحكومات والأمم المتحدة وشركات التواصل الاجتماعي إلى التعاون في مكافحة خطاب الكراهية والتحريض.

وقال: "يمكن أن يشمل ذلك مدونة سلوك عالمية متفق عليها من قبل الشركات، وتطوير أدوات الإنذار المبكر لاكتشاف اتجاهات التصعيد وتسهيل الإجراءات الوقائية".

وفيما يتعلق بمؤتمر COP26 المعني بتغير المناخ والذي سيعقد في نوفمبر، قال الرئيس الكيني إنه يوفر فرصة لضمان أن تسرع التزامات التكيف التنمية والاستثمار وخلق فرص العمل.

وأضاف: "يجب أن يوفر التكيف مع المناخ مسارا واضحاً وقابلاً للتطبيق نحو التصنيع الأخضر لإفريقيا والجنوب العالمي".

-0- بانا/م أ/س ج/13 أكتوبر 2021