الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

منظمة الصحة العالمية واليونيسيف يحذران من تراجع التلقيحات خلال فترة كوفيد-19

جنيف-سويسرا(بانا)- حذرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس الأربعاء، من "انخفاض شديد" في عدد الأطفال الذين لم يتلقوا لقاحات حيوية في العالم.

ويعود هذا الانخفاض إلى اضطرابات في تقديم خدمات التحصين عالميا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، حسب بيان نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني.

وبحسب بيانات جديدة كانت تغطية اللقاحات للأطفال أصلا متوقفة عند نسبة 85 في المائة لمدة عقد من الزمن تقريبا، أي قبل تفشي كورونا، فيما لم يحصل  14 مليونا من المواليد الجدد على التطعيمات السنوية.

وقالت منظمتا الصحة العالمية ويونيسف، إن نسبة احتمالية تلقي مولودة جديدة اليوم تحصينا تاما بجميع اللقاحات (ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي) الموصى بها عالميًا بحلول الوقت الذي تبلغ فيه سن الخامسة أقل من 20 في المائة.

وعلاوة على ذلك، فوّت في عام 2019 نحو 14 مليون طفل اللقاحات المنقذة للحياة. ويعيش معظم هؤلاء الأطفال في إفريقيا ومن المحتمل أن يفتقروا إلى الخدمات الصحية الأخرى، ويتركز ثلثاهم في 10 بلدان متوسطة ومنخفضة الدخل، وهي أنغولا والبرازيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والهند وإندونيسيا والمكسيك ونيجيريا وباكستان والفلبين.

وشدد مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على أن التطعيم هو أحد أقوى الأدوات في تاريخ الصحة العامة، ويتم تحصين المزيد من الأطفال الآن أكثر من أي وقت مضى، مضيفا "لكنّ الجائحة عرّضت هذه المكاسب للخطر. ويمكن أن تكون المعاناة والموت اللذين يمكن تفاديهما بسبب فقدان الأطفال للتحصين الروتيني، أكثر بكثير من كوفيد-19 نفسه".

ودعا البلدان إلى ضمان استمرار البرامج الأساسية المنقذة للحياة.

وأظهرت بيانات أولية صادرة عن المنظمتين انخفاضا كبيرا في عدد الأطفال الذين أكملوا ثلاث جرعات من اللقاح ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي خلال الربع الأول من هذا العام، وذلك لأول مرة منذ 28 عاما.

وحثت المنظمتان على بذل جهود فورية لتقديم التطعيم للأطفال، وأطلقتا في بيان تحذيرا من انخفاض "مقلق" في عدد الأطفال الذين يتلقون التطعيم المنقذ للحياة حول العالم، بسبب كوفيد-19.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، "جعلت جائحة كوفيد-19 التحصين، الذي كان يُعدّ أمرا روتينيا، تحديا صعبا. يجب علينا منع المزيد من التدهور في تغطية اللقاحات واستئناف برامج التطعيم على وجه السرعة قبل أن تهدد أمراض أخرى حياة الأطفال. لا يمكننا استبدال أزمة صحية بأخرى".

وتتباين أسباب الاضطرابات في الخدمات، منها عدم قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات بسبب التزام المنزل، والتشويش الذي تعرّضت له حركة المواصلات ومصاعب اقتصادية وقيود على الحركة أو خوف من التعرّض لأشخاص حاملين للمرض. كما أن الكثير من العاملين الصحيين غير متوفرين بسبب القيود على السفر أو توزيعهم في مناطق أخرى إضافة إلى النقص في الأدوات الوقائية.

ويسعى يونيسف ومنظمة الصحة العالمية إلى دعم الدول في جهودها لإعادة تصور التحصين وإعادة البناء بشكل أفضل، من خلال:

- استعادة الخدمات حتى تتمكن البلدان من تقديم خدمات التحصين الروتينية أثناء جائحة كـوفيد-19، عبر الالتزام بتوصيات النظافة والتباعد البدني وتوفير معدلات الحماية للعاملين الصحيين؛

- مساعدة العاملين الصحيين على التواصل بنشاط مع مقدمي الرعاية لشرح كيفية إعادة تهيئة الخدمات لضمان السلامة؛

- تصحيح التغطية وسد ثغرات المناعة؛

- توسيع نطاق الخدمات الروتينية التي فوتتها المجتمعات، حيث يعيش بعض الأطفال الأكثر ضعفا.

يذكر أن يونيسف ومنظمة الصحة العالمية تصدران كل عام تقديرات جديدة من 195 دولة حول تغطية المناعة فيها، مما يتيح إجراء تقييم هام حول مدى جودة الأداء في الوصول إلى كل طفل بلقاحات منقذة للحياة. 

وتُستخدم تغطية اللقاحات الثلاثية ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي كمؤشر لتقدير نسبة الأطفال دون عامهم الأول ممن يتم تطعيمهم.

-0- بانا/م أ/س ج/16 يوليو 2020