الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الانتخابات الرئاسية في ليبيا وتحديات استبعاد بعض المرشحين تتصدر عناوين الصحف الليبية

طرابلس-ليبيا(بانا)- خصصت الصحف الليبية، في أعدادها الصادرة هذا الأسبوع، حيزا هاما من تغطياتها للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 24 ديسمبر القادم والتي تثير حماسة كبيرة لدى الليبيين، مع تسجيل إقبال كبير للمترشحين الذين بلغ عددهم 98 قبل مرحلة الفلترة التي استبعدت فيها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات 25 مترشحا، بينهم سيف الإسلام القذافي، قبل أن يبدأ القضاء والسلطات المختصة الأخرى عملية غربلة جديدة من شأنها استبعاد مترشحين من العيار الثقيل.

وأثار إحياء اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، من خلال مكتب دعم المرأة بوزارة التعليم العالي، هو الآخر، اهتمام الصحافة الليبية التي غطت برنامج الفعاليات التي أقيمت بهذه المناسبة، شأنها شأن أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات، من خلال رصد ردود الأفعال على الهجوم المنفذ من قبل مجموعة مسلحة ضد محكمة في سبها (جنوب البلاد)، لمنع سيف الإسلام القذافي من الطعن في قرار مفوضية الانتخابات.

وتوقعت صحيفة "الوسط" أن تدخل الانتخابات الرئاسية أسبوعا جديدا من التساؤلات حول الحسم النهائي لأسماء المرشحين في السباق، وذلك بعد أن ازدحم الأسبوع الماضي بمفاجآت تصدرت المشهد السياسي الليبي، منها تقدم رئيسي الحكومة ومجلس النواب (البرلمان)، وقائد القيادة العامة مع 96 شخصية أخرى بأوراق ترشحهم للتنافس على مقعد رئيس الدولة قبل غلق باب التقديم، يوم الإثنين الماضي.

وفي مقالة بعنوان "انتخابات الرئاسة.. هل تشهد أسبوع الحسم وتجاوز العراقيل؟"، لاحظت الصحيفة -مع ذلك- أن أبرز المفاجآت ربما كانت إعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، يوم الأربعاء الماضي، استبعاد سيف الإسلام القذافي (مع 24 مرشحا آخرين) من قائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر، وأعلنت المفوضية قائمتها الأولية للمرشحين التي ضمت 73 مترشحا من أصل 98 .

وفسرت المفوضية الانتخابات، وفقا للصحيفة، استبعاد سيف الإسلام القذافي بمخالفته شروط الترشح، وفقا للمادة (10) من قانون انتخاب الرئيس في بندها (7)، الذي ينص على ضرورة أن لا يكون المترشح قد صدرت بحقه أحكام قضائية نهائية في جناية أو جريمة.

وذكرت الصحيفة، في هذا الخصوص، أن الموقف الروسي جاء رافضا لاستبعاد سيف القذافي، إذ أعربت روسيا عن "قلقها" لاستبعاد "شخصيات بارزة" من قائمة المترشحين، بمن في ذلك نجل العقيد معمر القذافي.

ونقلت "الوسط" عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروف، قولها "ما حدث تمييز يثير بعض القلق". وأضافت الصحيفة نقلا عن بيان صحفي روسي صدر في هذا الخصوص أن "سيف يحظى بشعبية حسب استطلاعات الرأي العام".

ولفتت إلى أن الإعلان عن استبعاد نجل القذافي جاء بعدما شهدت جلسة مجلس الأمن، مساء الإثنين الماضي، مطالب دولية بالقبض علي المرشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي، وذلك خلال إحاطة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، حول الوضع في ليبيا، بينما طالب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة حكومة الوحدة الوطنية، بإلقاء القبض على عبدالله السنوسي وسيف الإسلام القذافي، وتسليمهما وجميع المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية.

وتابعت نفس الصحيفة أنه، في هذه الأثناء، سحب المجلس الأعلى للقضاء، يوم الخميس الماضي، قراره السابق بشأن تعديل اللائحة التنفيذية لآليات تعيين وتحديد مهام لجان الطعون والاستئنافات الصادرة بالقرار رقم «142» لسنة 2021 .

وينص القانون رقم «142» لسنة 2021 ، في مادته الخامسة على أن "ترفع الطعون المتعلقة بتسجيل المترشحين أمام لجنة الطعون الابتدائية الواقع في نطاقها المواطن المختار للمرشح المطعون ضده في غضون 72 ساعة من نشر قوائم المرشحين"، كما "ترفع الطعون المتعلقة بعملية الاقتراع وكذلك النتائج في غضون 48 ساعة من تاريخ نشر النتائج الأولية أمام لجنة الطعون الواقع في نطاقها محل إقامة المطعون ضده، أو موطنه المختار حسب الأحوال".

وأضافت "الوسط"، من جهة أخرى، أنه على نحو غير متوقع، فاجأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، يان كوبيش، الجميع باستقالته، وهو ما أكدته أمانة المنظمة الدولية في نيويورك. وتحدث كوبيش عن مخاوف من "فراغ مؤسساتي في ليبيا بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا حصلت اعتراضات"، مشيرا إلى أن "المناخ السياسي في ليبيا لا يزال يعاني من الاستقطاب".

من جانبها، سلطت صحيفة "بوابة إفريقيا الإخبارية" الضوء على إحياء اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء، موضحة أن مكتب دعم وتمكين المرأة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أطلق حملة لمكافحة العنف ضد النساء في العاصمة طرابلس.

وأوضحت الصحيفة أن مكتب دعم وتمكين المرأة بوزارة التعليم العالي نظم، يوم الأربعاء الماضي، ندوة حوارية بمناسبة الإعلان عن انطلاق حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وخاصة العنف ضد المرأة تحت شعار "تقدرين".

وأشارت الصحيفة إلى أن الندوة، التي أقيمت بمدرج الأكاديمية الليبية للدراسات العليا، نُظمت بالاشتراك بين جامعة غريان (80 كلم إلى جنوب طرابلس)، والأكاديمية الليبية، وفريق الدعم النفسي الاجتماعي.

وافتتحت مديرة مكتب دعم تمكين المرأة، سمية عبدالقادر سليمان، الندوة بإلقاء كلمة افتتاحية، تلتها كلمة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عمران القيب، ثم عروض علمية تبرز نتائج دراسات علمية حول العنف ومؤشرات العنف في ليبيا، مع الترويج للحملة، بالإضافة إلى تمثيلية مسرحية تسلط الضوء على بعض من أشكال العنف اللفظي والجسدي.

كما تناولت صحيفة "الوسط" مسألة العنف المرتبط بالانتخابات، ونشرت تعليق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي عبرت عن انزعاجها إزاء الأنباء الواردة عن "هجوم" ضد محكمة سبها، و"أدانت بشدة أي شكل من أشكال العنف المرتبطة بالانتخابات".

وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة أجّلت جلسة كانت من المفترض عقدها مساء الخميس للنظر في طعن سيف الإسلام القذافي في قرار استبعاده من القائمة الأولية للمترشحين للانتخابات الرئاسية، بعدما "حاصرت جماعة مسلحة مقرها".

ولفتت "الوسط"، نقلا عن بيان للبعثة الأممية، إلى القرار رقم 2021/2570 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومخرجات مؤتمر باريس، وآخرها البيان الرئاسي لمجلس الأمن فيما يتعلق بالمساءلة عن الأعمال التي تعرقل الانتخابات، مشددة على أهمية "حماية العملية الانتخابية".

واعتبرت البعثة، بحسب الصحيفة، أن الاعتداء على المنشآت القضائية أو الانتخابية أو العاملين في القضاء أو الانتخابات "ليست مجرد أعمال جنائية يعاقب عليها القانون الليبي، بل تقوض حق الليبيين في المشاركة في العملية السياسية".

وأفادت الصحيفة، من جهة أخرى، أن سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا تعبر عن مشاركتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "مخاوفها" بشأن العنف المرتبط بالانتخابات، مؤكدة على ضرورة "حماية العملية الانتخابية".

واعتبرت السفارة الأمريكية، في بيان مقتضب أوردته الصحيفة، أن "الاعتداء على المنشآت القضائية أو الانتخابية أو العاملين في القضاء أو الانتخابات ليست مجرد أعمال جنائية يعاقب عليها القانون الليبي، بل تقوض حق الليبيين في المشاركة في العملية السياسية".

-0- بانا/ي ب/ع ه/ 28 نوفمبر 2021