الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

ليلي مقدم : المرأة التونسية ما تزال غير ممثلة بالقدر الكافي في المناصب رفيعة المستوى

تونس العاصمة-تونس(بانا)- أعربت المديرة العامة الجديدة لمكتب المصرف الإفريقي للتنمية لمنطقة الجنوب الإفريقي، التونسية ليلى فرح مقدم عن أسفها لأن النساء في تونس مازلن غير ممثلات بالقدر الكافي في الوظائف رفيعة المستوى، على الرغم من المكاسب المنجزة منذ عقود من الزمن.

ولاحظت ليلى مقدم، في مقابلة مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أنه "من المفترض ألا يتم طرح هذا التساؤل سنة 2021، ولكن طرحه يدل ببساطة على أن النساء يعانين نقصا في التمثيل على مستوى المناصب العليا".

وتقدم ليلي مقدم، الحاصلة على شهادة الدراسات التجارية العليا ثم الماجستير في سياسات التجارة الخارجية، نفسها على أنها "نتاج التعليم العمومي التونسي".

وقالت "أعتقد شخصيا أن مكمن الداء ليس في وجود تحفظ في هذا الشأن، بل هو نتاج سلوك اجتماعي يواجه صعوبات من أجل التغيير، ويجب على المرأة أن تثبت بالدرجة الأولى كفاءتها مرتين أو ثلاث مرات مقارنة مع الرجل لتتم ملاحظتها واختيارها. ولا تزال المرأة إلى حد الآن تعتقد أنها غير قادرة على شغل منصب قيادي إلا إذا استجابت 200 في المائة للمعايير التي يتطلبها المنصب، في حين اذا تقدم رجل لنيل منصب مماثل فإنه بامكانه الظفر به وان لم يستجب سوى بـ40 أو 50 في المائة من المعايير المطلوبة. على النساء أن يتحلين بثقة أكبر في أنفسهن وخوض المخاطر. وأؤكد لكم حينها أن النتائج ستكون مبهرة".

وفيما يتعلق بالهيئات الدولية، وخاصة بالمصارف متعددة الأطراف على غرار المصرف الإفريقي للتنمية، نوهت إلى وجود تحيز واضح إلى المساواة بين الجنسين من خلال تشجيع النساء على التقدم لنيل مناصب قيادية.

وأوضحت أن التعيينات الأخيرة بالمصرف الإفريقي للتنمية تؤكد الإصرار على تكريس مبدأ المساواة بين الجنسين، وأن العمل جار على تثمين هذا المبدأ في المؤسسات الدولية رفيعة المستوى، على غرار صندوق النقد الدولي والمنظمة العالمية للتجارة، التي تقودها نساء، فيما تتواصل تسمية المزيد من النساء على مستوى تمثيلياتهن الإقليمية.

وقالت، في ما يشبه تحديا للجنس الآخر، "حتى وإن لم يعجب ذلك الرجال، فإن الفارق واضح على مستوى النتائج المحققة واتخاذ القرار الذي تطور كثيرا من حيث الجودة".

من جهة أخرى، ترى ليلى مقدم التي تتمتع بـ33 عاما من الخبرة المهنية، منها أكثر من 25 سنة في مؤسسات دولية، أن "تونس لا تقدم الدعم والتشجيع لكفاءاتها في الخارج من أجل الوصول إلى مناصب رفيعة المستوى في كبرى المؤسسات، على عكس الدول الشقيقة والصديقة الأخرى، التي تحشد كل قواها كي تتقلد مواطناتها مناصب مرموقة".

وأعربت عن أسفها لأن تونس تزخر بالكفاءات في الخارج لكنها تضيع فرصا هائلة كي تكون ممثلة بشكل جيد للغاية في مؤسسات رفيعة المستوى، نتيجة عدم الحشد اللازم كي تحظى الكفاءات الوطنية بفرصة تقلد هذه المناصب، داعية السلطات إلى دعمهن حتى تمثلن أفضل سفراء للبلاد في الخارج.

وفي ردها عن سؤال حول مهمتها في المصرف الإفريقي للتنمية، أشارت مقدم التي تعمل في هذه المؤسسة منذ 2002 ، بعد مرورها على صندوق النقد الدولي، إلى أن الهدف الأول للمصرف يتمثل في الحد من الفقر في بلدان القارة والمساهمة في التنمية الاقتصادية والمستدامة والتقدم الاجتماعي، موضحة أن استراتيجية المصرف تتمحور حول خمس أولويات رئيسية، وهي توفير الغذاء لإفريقيا، ودفع الصناعة، وإضاءة إفريقيا، واندماج القارة، وتحسين جودة حياة الأفارقة.

وسعيا منه لتحقيق هذه الاستراتيجية، خصص المصرف الإفريقي للتنمية الذي يعد مانح أموال متعدد الأطراف إمكانياته المالية للاستثمارات العمومية والخاصة في كامل أرجاء القارة.

وفيما يخص مهمتها الحالية، لفتت ليلى مقدم إلى أنها تكمن في إدارة أعمال المصرف في منطقة الجنوب الإفريقي التي تضم 13 بلدا، قائلة "بمعنى أوضح، أشرف على عمليات المصرف في البلدان المحددة مع دعم التطور الاقتصادي والاجتماعي ومرافقة الاصلاحات في السياسات الاقتصادية والقطاعية ومن ضمنها المجالات الرئيسية على غرار تلك المتعلّقة بالطاقات المتجددة والتغيرات المناخية والتصنيع والزراعة الذكية وتشغيل الشباب".

وأضافت "لذلك، يجب أن أحرص على صياغة استراتيجيات الشراكة بين المصرف الافريقي وبلدان الجنوب الإفريقي، وفق حاجيات كل بلد".

-0- بانا/ب ب/ع ه/ 09 مارس 2021