الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

المسار الديمقراطي المتعثر وتفشي العنف يتصدران اهتمام الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- لا يزال الوضع السياسي في تونس عقب الإجراءات الإستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعّيد يستأثر بمتابعات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، إلى جانب التركيز على ظاهرة العنف التي استشرت بالمجتع بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.

ولاحظت جريدة (الصحافة) أن مسار الإنتقال الديمقراطي المتعثر لم يجن منه التونسيون سوى التراجع في كل المؤشرات الإيجابية واحتلال مراتب الصدارة في المؤشرات السلبية، وهذا قطعا يختصر في غياب الحوكمة الرشيدة.

وقالت إن الديمقراطية عندنا اقتصرت على شكلانية مقيتة تتمثل في انتخابات نذهب إليها طوعا لندلي بأصواتنا وننتخب من نريده لنكتشف لاحقا الحقائق الموجعة التي جعلت من تونس دولة فاشلة بكل المقاييس عالقة ما بين إمكانيات معدومة وتطلعات شاسعة.

بدورها، قالت جريدة (الشروق) إن ما يثير الإستغراب والإستياء هو أن الحكومات المتعاقبة لم تكتف بالفشل في الإصلاح بل فشلت أيضا في المحافظة على المكتسبات السابقة التي حققتها الدولة، مشيرة إلى أن الوضع في مختلف القطاعات تدهور بشكل لافت عما كان عليه على الأقل قبل 2011 دون أن تظهر إلى حدّ الآن أية بوادر إصلاح وإنقاذ، وهو ما جعل تونس الدولة الوحيدة تقريبا في العالم التي أصبح "ماضيها أفضل من حاضرها".

وهنا، اعتبرت جريدة (المغرب) أننا شعب نحتاج إلى التعلم من أخطائنا وأننا لا نملك القدرة على استباق المخاطر المحدقة بنا فوضعنا ثقتنا في من يدعي أنه سيحكمنا باسم الله ثم تبين خطأنا فوضعنا ثقتنا في من قال لنا إنه سيحكمنا باسم الحداثة، فخاب ظننا مجددا وها نحن نضعها اليوم في من يقول لنا إننا سنحكم أنفسنا بأنفسنا، وغدا لا ندري كيف ستكون معالم "التجربة" القادمة.

وخصصت جميع الصحف مساحات واسعة لتنامي ظاهرة العنف، موضحة أن "المشهد التونسي يتوغل بعيدا في الدموية والهمجية في ظل غياب قاتل للمعيارية، غياب بدأت أولى نذره منذ ما يربو عن ثلاثين عاما عندما تم تدجين التعليم والقيام بإصلاحات وفق أهواء المانحين تفتقر إلى العمق والجدية والانفتاح على تجارب عالمية ناجحة بعيدا عن النموذج الفرنسي الذي ظللنا عقودا أسرى له".

وفي هذا الصدد، لاحظت جريدة (الصحافةأنالعنف أصبح يعلن عن نفسه متجردا مما يستر قبحه وتوحشه غير عابئ بالقانون أو سلطة الدولة، والمجرمون يرتعون في البلاد دون خشية أو خوف أو مجرد توجس من إمكانية ملاحقة قانونية صارمة تقطع دابرهم.

من جهتها، تساءلت الكاتبة، آمال قرامي، في افتتاحية بجريدة (المغرب): ما الذي يجعل خطاب الكراهية جذّابا في نظر شرائح واسعة من التونسيين؟ وما هي الأسباب التي جعلت الشارع والمنزل ومواقع التواصل الإجتماعي تتحوّل إلى فضاءات لمسرحة العنف؟ 

وأكدت أن استشراء خطاب الكراهية في رأس السلطة وقاعدتها مهدّد للمناخ الديمقراطي وللثقافة الحقوقية وللإستقرار والأمن الإجتماعي ومؤذن بالخراب، وإذا لم يتمّ الحدّ منه، سيتحوّل إلى خطاب تحريضي إقصائي مرسّخ للعنف في جميع تجلياته لا سيما بعد انتشار ظاهرة الإفلات من العقاب والإستخفاف بسيادة القانون.

كما كان موضوع استقلال القضاء، حاضرا عبر عديد المقالات والمتابعات. وفي هذا الخصوص، أكدت جريدة (الشروق) أن المعركة الحقيقية في تونس اليوم هي معركة استقلال القضاء وإصلاح منظومة العدل، مؤكدة أن المجتمعات التي فيها ظلم لا تتقدم ولا تتحقق فيها التنمية ولا يشعر سكانها بالأمان دون قضاء عادل ومستقل، مشيرة إلى أن تسييس القضاء في تونس كان المصيبة الكبرى خلال عشرية من الفساد والظلم والتشفي.

وفي تقييمها لواقع الوضع الإقتصادي والمالي بالبلاد، لاحظت صحيفة  (الشارع المغاربيأنه يزداد سوءً يوما بعد يوم حيث تدل كل المؤشرات على أنه في تدهور متواصل منذ 2011 ، معتبرة أن أخطر مؤشر على الإطلاق هو الدين الخارجي الذي تجاوز عتبة 41 مليار دولار في نهاية 2020.

 

-0- بانا/ي ي/ع د/07 نوفمبر 2021