رئيس الوزراء الليبي يعود إلى سباق الانتخابات الرئاسية بقرار قضائي
طرابلس-ليبيا(بانا)- أعلنت مصادر متطابقة، اليوم الأربعاء في طرابلس، أن محكمة الاستئناف في العاصمة الليبية رفضت طعنين ضد ترشح رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة، وأصدرت حكما نهائيا يقضي بعودته إلى سباق الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 24 ديسمبر الجاري.
وأفادت وكالة الأنباء الليبية، نقلا عن مصادرها، أن "المرشح الدبيبة يعود إلى السباق بعد رفض محكمة الاستئناف الطعن المقدم ضده".
من جانبها، بثت قناة "ليبيا الأحرار" التلفزيونية الخاصة الليبية تصريحا لمحام من أعضاء هيئة الدفاع عن رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، أعلن فيه قرار محكمة استئناف طرابلس التي رفضت الطعن المقدم ضد ترشحه، وعودته بالتالي إلى سباق الانتخابات الرئاسية.
ويوم الثلاثاء الماضي، قبلت اللجنة الابتدائية للطعون الانتخابية بمحكمة استئناف طرابلس، من حيث الشكل، الطعن الذي قدمه منافسون لرئيس الوزراء الليبي في الانتخابات الرئاسية، من ضمنهم وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، بدعوى مخالفته للمادة 12 من قانون الانتخابات التي تلزم أي موظف في الدولة يترشح للانتخابات الرئاسية بترك وظيفته لمدة ثلاثة أشهر قبل تقديم ملف ترشحه.
ويؤخذ على الدبيبة كذلك من قبل خصومه امتلاكه جنسية أخرى لدولة أجنبية.
ومن شأن هذا الوضع تأجيج التوتر في العملية الانتخابية الليبية التي تشهد خلافات واسعة تغذي جدلا قضائيا سياسيا لا ينتهي بين مختلف الأطراف الليبية التي يسعى كل منها لإقصاء منافسه من العيار الثقيل لتعبيد الطريق أمامه من أجل تحقيق الفوز، وذلك على الرغم من تشظي المشهد السياسي الليبي نتيجة العدد الهام من طالبي الترشح الذي بلغ 98 ، قبل أن تستبعد المفوضية الوطنية العليا للانتخابات منهم 25 طالب ترشح، مبقية على 73 آخرين في المنافسة.
وقبلت محكمة في مدينة الزاوية (45 كلم إلى غرب طرابلس)، مساء الثلاثاء، الطعون المقدمة ضد قائد الجيش الوطني الليبي المتمركز في الشرق، المشير خليفة حفتر، ما يضعه خارج سباق الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد السياسي الليبي المشحون بالتوتر منذ إطلاق العملية الانتخابية، مطلع نوفمبر الماضي.
وتعلقت تلك الطعون بسوابق حفتر القضائية وحيازته على جنسية أمريكية إلى جانب جنسيته الليبية.
لكن المشكلة المطروحة في هذا الجانب تتعلق بجدل حول اختصاص محكمة الزاوية في البت في طعون مرشح لا يدخل ضمن الصلاحية الجغرافية لهذه المؤسسة القضائية، خصوصا وأن محكمة طرابلس كانت قد رفضت الطعون.
وأكد المجلس القضائي الأعلى الليبي، بالفعل، من خلال قرار متعلق بالطعون الانتخابية، على وجوب تقديمها أمام المحاكم الواقعة في مكان إقامة المرشح.
وعلاوة على ذلك، رفضت محكمة في بنغازي (شرق ليبيا)، يوم الثلاثاء، طعونا ضد حفتر قدمها مرشح للانتخابات الرئاسية، تضمنت نفس الملاحظات.
يشار إلى أن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، منعته تشكيلات مسلحة تابعة لحفتر من تقديم طعونه، باعتدائها على محكمة سبها (جنوب ليبيا) وممارسة ضغوط على القضاة الذين أجبرتهم على إلغاء الجلسة التي كانت مخصصة للنظر في استئناف هذا المرشح لقرار المفوضية الوطنية العليا للانتخابات التي كانت قد استبعدته من القائمة الأولية للمرشحين، بسبب سوابقه القضائية.
ويشكل هذا الوضع المتوتر واستمرار الخلافات والمزايدات بين مختلف الأطراف السياسية الليبية، بالإضافة إلى التدخلات الأجنبية، مصدر تهديد حقيقي لإجراء الانتخابات في ليبيا يوم 24 ديسمبر الجاري، وإمكانية قبول فرقاء الأزمة الليبية بنتائجها.
-0- بانا/ي ب/ع ه/ 01 ديسمبر 2021
