الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية:سعيّد كسر حلقة"توازن الضعف"داخل الدولة

تونس العاصمة-تونس(بانا)-لا يزال المشهد السياسي الناجم عن الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد يوم 25 يوليو الماضي، يستأثر باهتمامات كل الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع.

ولاحظت أغلب الإفتتاحيات أن"جزء من الطبقة السياسية استعصى عليه الفهم أو هو يتجاهل رسالة الشعب الذي يعتبر هؤلاء الذين حكموا طيلة العشرية الماضية وفشلوا، أصبحوا من قبيل الماضي الذي لا يمكن العودة إليه"،مشيرة إلى أن"اختفاءهم خلف الدفاع المزعوم عن الديمقراطية ليس سوى دفاع عن مواقع اكتسبوها، وأن شرعية النضال التي يمتهنها البعض ليست صكّا على بياض وليست تأشيرة صالحة مدى الحياة".

وأكدت جريدة(الشروق)أن قرارات الرئيس سعيّد التي تم تمديدها إلى أجل غير مسمى اعتبرها عدد كبير من التونسيين "الحل الأمثل الذي خلصهم من منظومة فاسدة دمرت البلاد وقادتها إلى مشارف الإفلاس، وبالتالي فإن التمسك بهذه المنظومة يمثل حالة انتحار سياسي".

وفي تعليقها على من يطالبون الرئيس سعيّد بالإسراع في بلورة خارطة طريق،قالت جريدة (المغرب) "إن الصمت والغموض هنا، ليسا مطلقين، فالرئيس سبق له أن أعلن عن خططه التي تتضمن غلق قوس البرلمان وإنهاء وجوده السياسي في البلاد مع الإشارة الصريحة إلى أنه في طور صياغة "تنظيم" يعبر عن إرادة الشعب وتطلعاته، عبر الإستفتاء على دستور جديد وإجراء انتخابات عامة على أساسه".

صحيفة(الشعب نيوز) من جهتها، أكدت أنما أقدم عليه رئيس الجمهورية كان "ترجمة سياسية وقانونية للإرادة الشعبية وكسرًا لحلقة"توازن الضعف"داخل الدولة".

وأضافت أن "معركة تحرير القضاء ستبقى المقدمة الضرورية للمضيّ قُدما في المعركة الحاسمة ضدّ "منظومة الفساد" المتشعّبة وحراسها من مافيات الريع الإقتصادي والمالي وأدواتها السياسيّة والإعلامية".

وفي رصدها المشهد السياسي والسيناريوهات المحتملة،قالت صحيفة (الشارع المغاربي):"يخطئ من يظن أننا أمام معركة سياسية تقليدية أو في سياق تاريخي بسيط، فالمعركة اليوم ليست بين أحزاب وسياسات وإنما بين مشروعين وجوديين غير قابلين للتسوية أو المصالحة، وتتقاطع في هذه المعركة الإنقسامات على مستوى العلاقات الثقافية والإجتماعية والبنى الإقتصادية".

واستطردت قائلة: "افتك رئيس الجمهورية في هذه المرحلة من الصراع أدوات الحكم وأربك النخب القديمة وأسس لمشروعية إنقاذ البلاد والذهاب إلى بناءٍ مؤسساتي جديد".

وأجمعت مقالات الصحف في أكثر من عدد، على أن الحكومة الجديدة ستكون منذ أيامها الأولى مطالبة "بإعادة وضع الدولة على السكة الصحيحة في مختلف المجالات بعد سنوات "التدمير" الممنهج لمكاسب دولة الإستقلال وبعد سنوات الفوضى والتسيب والفساد والإستيلاء على المال العام وخرق القانون، وستكون مطالبة منذ يومها الأول أيضا ببث رسائل إيجابية تُطمئن المواطن حول معيشته وصحته".

وتطرقت جريدة(الصحافة)إلى تطورات الأوضاع بالمنطقة المغاربية،مشيرة إلى أنه في حين يتواصل إغلاق المعابر الحدودية بين تونس وليبيا،يتم الإعلان من الجهة المقابلة عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، معتبرة أن هذه التطورات ستلقي بظلالها في قادم الأيام، وستكون لها مضاعفات على  المنطقة ككل.

يذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد قام يوم 25 يوليو الماضي على خلفية مظاهرات شعبية ضد الإنسداد السياسي والأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد، إلى جانب الإنتشار الواسع لفيروس (كوفيد 19) وارتفاع نسبة الوفيات وانهيار المنظومة الصحية في البلاد، باتخاذ إجراءات استثنائية شملت حل الحكومة وتجميد البرلمان.

وأصدر سعيد قرارات إقالات واسعة شملت عددا من كبار المسؤولين إلى جانب اعتقال العديد من المسؤولين بتهمة الفساد وأوامر بفرض الإقامة الجبرية على آخرين، وهي إجراءات أيدتها عديد الأطياف السياسية والإجتماعية في تونس ورفضها آخرون. 

وقام سعيد قبل انقضاء المدة المحددة دستوريا (30 يوما)، بتمديد الإجراءات الإستثنائية إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي قد يلقي بالبلاد إلى المجهول، بحسب المراقبين. 

-0- بانا/ي ي/ع د/ 29 أغسطس 2021