الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: النخبة الحاكمة مسؤولة عن كل الإنهيارات المتتالية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- استأثرت الكارثة الوبائية الناجمة عن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-1) وانسداد الأفق السياسي باهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع.

وأطلق كتاب الإفتتاحيات والتحقيقات صيحات فزع إزاء اكتساح موجة كورونا كل المناطق في البلاد،ةأشارت إلى أن "مناطق بأكمها وتجمعات ريفية وقرى نائية لا أحد يكترث بما يحصل فيها زمن كورونا، وأسقطت الدولة فاطنيها من حساباتها وجردتهم من حقهم الطبيعي كتونسيين في التسجيل وتلقي جرعات اللقاح" .

وأكدوا أن "تجاهل هؤلاء وعدم تمتيعهم بحقهم الدستوري في الصحة، سيبقى سقطة أخرى من سقطات هذه الحكومة غير العادلة وغير المنصفة التي تعامل جزءً من الشعب وكأنه غير موجود".

وعلقت جريدة (الصحافة) على هذا الوضع قائلة: "في ظل الإنتشار السريع والرهيب لعدوى فيروس كورونا تبدو حياة التونسيين أشبه بأعواد الثقاب المسحوبة داخل علبة الكبريت والتي تحترق تباعا دون تمييز أو مفاضلة ولا سابق إنذار".

وأضافت: "لم يحدث أن تُرك الشعب وحيدا وجها لوجه مع مصيره المحتوم يواجه خطر الوباء والغلاء والغباء دون أن يكون على علم أو دراية بما ينتظره في يومه أو غده".

وهنا لاحظت المتابعات الميدانية التي أجرتها أغلب الصحف أن مدنا وقرى تستغيث بفعل تمدد كورونا بسرعة رهيبة، حيث مرضى ملقون في الممرات والساحات.. عربة يقودها حمار تحت لهيب الشمس مسجى فوقها شيخ مريض.. أموات بالعشرات .. تلك هي الحالة الكارثية التي تعيشها بعض الولايات التونسية.

وخلصت إلى القول: اليوم بكل حرقة وبكل أسى نعزي الشعب في مؤسساتنا التي لا يكفي أنها بقيت عاجزة عن منع الموت وإنقاذ الناس بل ساهمت في انتشار الفيروس بقراراتها الضعيفة المهتزة الفاقدة لكل منطق علمي..

وأمام التدهور الخطير للحالة الصحية، دعت جريدة  (الشروق) الحكومة إلى أن تقتطع من ميزانيات الوزارات الأخرى وتوجه اعتمادات إضافية لوزارة الصحة، وقالت: كان بامكانها أن تفرض سياسة تقشف حقيقية في النفقات غير الضرورية للدولة على غرار السيارات الفاخرة التي لا موجب لها والامتيازات والأجور المرتفعة، وتخصيص المبالغ المتحصل عليها لتحسين حالة المستشفيات وجلب مزيد من التلاقيح المضادة لفيروس كورونا.

ومثلما عبرت الصحف عن فزعها إزاء كارثة ضحايا الجائحة، أطلقت كذلك ناقوس الخطر إزاء تأزم الوضع السياسي وانسداد أفقه.

وفي هذا المقام، أكدت جريدة (الشروق) أن الأزمة السياسية ما انفكت تتعقد منذ شهر يناير الماضي في الوقت الذي تعطّل فيه الحوار الوطني المقترح من المركزية النقابية منذ شهر ديسمبر من العام الماضي، ملاحظة أن الرئيس قيس سعيد "يبدو أنه غير منشغل بما يحدث في البلاد في الوقت الذي تحصد فيه كورونا أرواح التونسيين دون أن يقدم خطابا أو رؤية تطمئنهم على المستقبل أو تمنحهم الأمل".

يدورها، حمّلت جريدة (الصباح) النخبة السياسية الحاكمة مسؤولية الإنهيارات المتتالية، قائلة "إنها لم تدخر جهدا في اظهار قدراتها الفائقة على زرع الإحباط والنفور في كل مكان ودفع الرأي العام الى نفض اليدين ممن يتولون إدارة شؤون البلاد ويدفعون بها كل يوم أكثر نحو مزيد الأزمات والإفلاس والخلافات والفشل السياسي والاقتصادي والصحي والأمني أيضا، بما بات ينذر بأسوإ السيناريوهات".

أما صحيفة (المغرب) فقد خلصت إلى حقيقة "أننا بصدد الوصول الى قناعة جماعية مفادها أن المنظومة التي أفرزتها الصناديق في 2019 لا تصلُح ولا تُصلَح، وأن الحل يكمن في إرجاع الكلمة للشعب وإجراء انتخابات سابقة لآوانها".

وفي هذا الصدد، لاحظ عديد الكتّاب أن كرة تنظيم حوار وطني ونجاحه كمخرج وحيد للبلاد من أزمتها، تقع بين يدي رئيس الجمهورية انطلاقا من صفته الدستورية كرئيس للدولة ورمز وحدتها وضامن لاستمراريتها.

وهنا لاحظت الصحف أن لقاء رئيس الدولة ورئيس البرلمان بعد القطيعة وحالة التنافر بينهما، يقدم مؤشرات إيجابية في مسار الأزمة السياسية، ويمكن أن يحيل إلى خفض التوتر المحتدم خلال الأشهر الماضية.

من جهتها، قالت صحيفة (الشارع المغاربيإن كل الملاحظين داخل البلاد وخارجها يجمعون على أن السياسات المتبعة منذ أكثر من عشر سنوات كانت فاشلة، فعلاوة على أنها لم تأت بأي خير لهذا الشعب المظلوم فإنها أثقلته بديون جسيمة لا تحتمل، وتركته أمام مصيره لوحده يواجه الجائحة والفقر والبطالة.  

-0- بانا/ي ي/ع د/ 27 يونيو 2021