الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: كورونا عرت الواقع وكشفت سوء تدبير الحكومة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركز اهتمام الصحف التونسية طيلة الأسبوع الحالي على كارثة وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) التي تجتاح البلاد طولا وعرضا، وربطت هذا الوضع بفشل الحكومة في التعاطي معه منذ البداية وبانصراف النخب السياسية إلى صراعاتها جريا وراء مصالحها الحزبية الضيقة.    

ولاحظت الصحف، في تعليقاتها ومتابعاتها، أن تونس اليوم تتبوأ الصدارة لكن ليس في مؤشرات التنمية أو النمو.. بل إنها فقط تتصدر مع ثلاثة بلدان أخرى قائمة البلدان الأكثر سوءً في حوكمة أزمة كورونا، متسائلة: ما الذي يبقي وزير الصحة على سبيل المثال في منصبه وقد عجز عن إدارة الأزمة الصحية وهو الذي وعد بأن تغرق تونس في التلاقيح في يونيو ولكننا غرقنا في الوحل؟

 

وفي جريدة (الصحافة)، لاحظ الكاتب محمد بوعود، أنه لم تبق تقريبا مؤسسة إلا واستنزفها الوباء الشرس ولم يفلح الجميع في التصدّي لهذا الطاعون المخيف.

وأضاف: في خضمّ الخبط العشوائي الذي تدير به منظومة الحكم هذه الأزمة، وفي ظل الغرق الإقتصادي الذي يقرّبنا من الإفلاس كل يوم، تبدو مؤسسات الدولة التي تجابه الكوفيد في حالة شبه كارثية، وتوشك على السقوط فعلا.

من جانبها، تساءلت منيرة رزقي، في ذات الجريدة: هل طبّعنا مع الموت إلى هذا الحد؟ وما الذي ننتظره حتى نمرّ إلى الإجراءات القصوى لحماية الأرواح؟ وإلى متى يتواصل الإستهتار الجماعي لدى النخب السياسية؟ 

وقالت إن "ما يحدث جريمة دولة مكتملة الأركان في بلد برلمانه يمارس الرفس والركل واللّكم بدل الكلمة، ورئيسه متمسك بالكرسي تمسك مريض بجرعة أوكسيجين باحثا عن مجد شخصي، ولا أحد يلتفت إلى مكابدة شعب بأسره فقد القدرة على التنفس منذ أن ضغط هؤلاء على أنفاسه وجاءت جائحة كورونا".

وأكدت جريدة (المغرب)، من جانبها، أنّ حلول الوباء ببلادنا قد ساهم في تعرية الواقع المرير وفضح مواطن الضعف والإهمال وسوء التقدير وغياب الحوكمة الرشيدة في قطاعات عديدة، إذ بالإضافة إلى اهتراء المنظومة الصحيّة تفطّن التونسيون إلى سوء تدبير الحكومة.

بدورها، قالت صحيفة (نواة) إن سياسة حكومة هشام المشيشي الأمنية مفضوحة في إدارة الأزمة الصحية في تونس، فبعد كل حراك في الشارع، يسارع المشيشي إلى اتخاذ قرارات أمنية "صارمة"، يعزوها إلى تطويق الوباء، ويبدو أنه استفاد من تجربته القصيرة جدا على رأس وزارة الداخلية حتى أصيب بلوثتها.

وفي رصدها المشهد العام بالبلاد، تحدثت صحيفة (الحرية) عن التراجع الهائل الذي تعيشه النخبة وأشباه الساسة عن المبادئ التي طالما دافعوا عنها حسب زعمهم ولكن اليوم ظهروا على حقيقتهم.. لقد عراهم التاريخ حيث ثبت جبن هذه الفئة ولهفتها على الكراسي حتى وإن دفعت بمبادئها إلى الجحيم مقابل الكرسي.

وفي هذا الصدد، تطرقت مقالات عديدة إلى مناورات حركة النهضة "البعيدة كل البعد عن هموم الناس ومشاغلهم"، ملاحظة أنه في الوقت الذي تقف حكومتنا عاجزة عن مواجهة الوباء والشعب ماض قدما نحو الهلاك،نجد هذه الحركة قد انطلقت بسرعة قصوى نحو الإعلان عن رغبتها في إعادة توزيع الأدوار والإنتشار في الحكم عبر مشروعها الجديد المتمثل في تشكيل حكومة سياسية لتحوّل الإهتمام نحو مشاكل لا علاقة لها بمصلحة الشعب وصحته وحياته التي يتهددها الوباء.

 وهنا لاحظت ضحيفة (الشارع المغاربي) أن الدعوة إلى تشكيل حكومة سياسية قوية لا تعني سوى إقرار بفشل هذه الحكومة وإعلان نهايتها، وبالتالي فشل حركة "النهضة" التي تحاول التموقع من جديد بينما تمر البلاد بأسوإ موجة من الوباء.

وتطرقت جريدة (الشروق) إلى ما أسمتها "ظاهرة الهروب من الوطن".. وقال كاتب المقال، سفيان الأسود: خلال الأيام الماضية تحدث كل العالم عن أطفال تونسيين هاجروا بصفة غير شرعية نحو إيطاليا من بينهم تلاميذ في مدارس إبتدائية حتى أن الأمر أبكى مدرسيهم، في حين اكتفت الحكومة كالعادة بالفرجة وبمتابعة الخبر بدم بارد وأعصاب من حديد.

وقال إن الأطفال الذين لم يسعفهم الحظ بمغادرة البلاد دون رجعة حتما سيكون مصيرهم التسكع في الشوارع، فتونس هي صاحبة المرتبة الأولى في طرد التلاميذ من المدارس حيث يغادر المدرسة سنويا أكثر من 100 ألف طفل وتلميذ وطبعا دون أن يحرك ذلك للحكومة ساكنا.

وخلص إلى القول: قدر الشعب أن يصارع الأزمات وحده، وكل الذين انتخبهم خانوا الأمانة وتنكروا لوعودهم..

-0- بانا/ي ي/ع د/ 11 يوليو2021