الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: الفاعلون السياسيون تجاوزوا المدى في العبث بمصالح البلاد

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع على عدة مواضيع من أبرزها المناخ السياسي والأزمة الإقتصادية والإحتقان الإجتماعي، إضافة إلى تسليط الضوء على زيارة رئيس الحكومة إلى ليبيا.

وفي متابعتها الأوضاع السياسة بالبلاد، أجمعت افتتاحيات عديد الصحف على أن البلاد تعاني منذ عشر سنوات من نزيف يبدو أنه لن ينتهي بسبب عدم مسؤولية وجدية الحكومات المتعاقبة.

وأوضحت أن "الصورة المتميزة التي ظهرت بها تونس في الخارج سنة 2011 بعد نجاح الأشهر الأولى من تجربة الإنتقال الديمقراطي، تلاشت مع تقدم السنين بسبب توجه الطبقة السياسية نحو خدمة مصالحها الضيقة".

وفي هذا المقام، لاحظت جريدة (المغرب) أن البلاد اختتمت شهرها الرابع في أزمة سياسية عنوانها التحوير الوزاري، أدت إلى قطيعة كلية بين مؤسساتها السياسية وباتت اليوم بمثابة طوائف، أو دويلات لا دولة واحدة.

وتحت عنوان "بارعون في نشر الخراب فاشلون في إنقاذ البلاد"، قالت جريدة (الصباح)، من جانبها: هناك قناعة راسخة اليوم لدى شريحة مهمة من المواطنين بأن تونس لم تعد دولة واحدة موحدة تتنافس نخبها على تقديم الأفضل لشعبها ولكنها باتت "دويلات" متنافسة متناحرة يقودها ثلاثة رؤوس متناقضة ولكل نصيبه من الفشل والدمار الحاصل في البلاد.

 ووصفت الجريدة المشهد السياسي بأنه "متعفن تجاوز معه الفاعلون السياسيون المدى في العبث بمصالح تونس والتونسيين والإستهتار في التعاطي مع ما بقي من مؤسسات الدولة الوطنية المهددة اليوم أمام انهيار القطاعات الحيوية".

وأمام توالي الأزمات وخيبات النخبة الحاكمة، أكدت صحيفة (الحرية) أن الشعب التونسي فقد الثقة في رجال السياسة الذين يروجون خطابا بعيدا عن طموحات من انتخبهم، مشيرة إلى أن الأرقام الكارثية للإقتصاد والبطالة أصبحت لا تعني ولا تهم النوّاب بالبرلمان الذين أصبحوا يمارسون أدوارا قذرة وهتك أعراض بعضهم البعض.

هذه الأوضاع في مجملها، جعلت جريدة (المغرب) تخلص إلى استنتاج مفاده أن "البلاد بلغت مرحلة الإنسداد الكلي للأفق السياسي وأن المنظومة القائمة فيها باتت عاجزة عن توفير مخرج من الأزمات المتلاحقة"، وقالت لعل الحل الوحيد المتبقي هو "المشروع  السياسي الذي تقدم به الرئيس قيس سعيّد، والقائم على الديمقراطية المباشرة لضمان الإستقرار السياسي".

وبخصوص الوضع الإقتصادي المأزوم، لاحظت جريدة (الصحافة) أن ما جاء على لسان وزير المالية يتناقض عمليا مع الواقع الذي تعيشه البلاد، حيث حاول التغطية على رضوخ الحكومة لإملاءات صندوق النقد الدولي "بعد عجزها عن معالجة مواطن الداء وتعبئة خزينتها الخاوية".

صحيفة (صوت الشعب) ذكرت بدورها أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي "جاءت في وضع وبائي صعب عمق جراح هذه البلاد التي باتت تحت حكم الإخوان على حافة الإفلاس والإنهيار في ظل برلمان يمكن أن يصنَّف الأتعس في تاريخ الأنظمة السياسية في تاريخ البشرية حيث يغلب على نوّابه السماسرة والمهرّبون وتجار الدّين والمتسلّقون".

وأكدت أن الهمّ الأول للطرف الحكومي المفاوض هو "الحصول على قرض من الصندوق ليواصل التحالفُ الحاكم البقاء في السلطة، في حين أن بيع ما تبقّى من البلاد لا يعنيه أصلا".

وتطرقت جريدة (الصحافة)، اليوم الأحد، إلى زيارة رئيس الحكومة التونسية إلى ليبيا،وقالت إنها رسمت ملامح مرحلة جديدة في علاقات التعاون والشراكة الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات.

وفي هذا السياق أيضا، قالت جريدة (الشروق) إن زيارة رئيس الحكومة التونسية إلى العاصمة الليبية طرابلس مع العشرات من رجال الأعمال ما هي إلا بداية لعودة قوية للتعاون الإقتصادي بين البلدين بعد سنوات من التوقف.

وفي متابعتها تطورات الأحداث في المنطقة العربية، علقت جريدة (الشروق) على المواقف الغربية إزاء القصف العنيف الذي استهدف قطاع غزة بفلسطين، قائلة "إن هذه المواقف تضعنا أمام مفارقات عجيبة. ففي حين يتحرك الشارع الأوروبي والأمريكي نصرةً لقطاع غزة وتنديدا بالعدوان، يتبارى حكام الغرب وأمريكا في إظهار آيات الولاء والطاعة للصهونية العالمية، ويديرون ظهورهم لما يتشدقون به من قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان".

وتساءل كاتب الإفتتاحية عبد الحميد الريتحي: "أين تذهب هذه القيم عندما يكون الضحية فلسطينيا وعندما يكون الجلاد صهيونيا؟.. ألا يدركون أنهم بانحيازهم للغطرسة الصهيونية لا يزيدون إلا في إشعال وتأجيج نيران العنف في صدور أشخاص يئسوا من إنصاف القانون والشرعية الدولية؟".

-0- بانا/ي ي/ع د/ 23 مايو2021