الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: حالة انتظار وغموض تلف المشهد السياسي

تونس العاصمة-تونس(بانا)- واصلت الصحف التونسية تركيز اهتمامها على الوضع الإستثنائي الذي تعيشه البلاد مذ قرابة شهرين بعد إقالة رئيس الجمهورية قيس سعيّد رئيس الحكومة وتجميد أعمال البرلمان.

وتحدثت افتتاحيات الصحف عن "حالة المراوحة" في نفس المكان سياسيا واقتصاديا، حيث لم يتم حتى اللحظة فتح أي "ملف حارق" من الملفات التي تؤرق المواطنين وفي مقدمتها "قضايا المساواة في التعليم وعودة المصعد الإجتماعي المعطّل وتحقيق التنمية العادلة التي تضمن الكرامة للجميع".

وكتبت دنيا حفصة، في جريدة (المغرب): مع قرب الوصول إلى الشهرين من التدابير الإستثنائية التي كان قد أعلن عنها رئيس الجمهورية يوم 25 يوليو الماضي، تتزايد المخاوف وبات الكل يطالبون بتحديد نهاية الفترة الإستثنائية وتوضيح خارطة الطريق وتشكيل الحكومة في أقرب الآجال.. نقاط استفهام تطرح في الساحة في الفترة الأخيرة، ويظل الرئيس سعيّد الوحيد القادر على الإجابة عليها وتوضيح عدة نقاط في علاقة بالتعديلات التي سيدخلها على الدستور وعلى القانون الانتخابي والنظام السياسي.

من جهتها، قالت جريدة (الصحافةإن القلق الأكثر مدعاة إلى القلق، هو في صفوف "المساندين النقديينللرئيس، أي أولئك الذين أيّدوا خطوته وراهنوا على برنامجه بينما ظل التكتم مدعاة إلى التأويلات في ما يهم برنامج العمل أو خارطة الطريق أو ترتيبات المرحلة.

وفي السياق ذاته، لاحظت جريدة (لا براس) La Presse، الناطقة بالفرنسية، أن المشهد السياسي والمدني يجد نفسه في جو من الإنتظار لتوضيح آفاق المستقبل.

وفي ظل هذا الإنتظار، دعت صحيفة (الشعب) الدولة والفعاليات الوطنية إلى ضرورة العمل على "ضخّ دم جديد يعيد الامل للمواطن في مستقبل أفضل" تتولاه حكومة ترأسها "شخصية لها خبرة واسعة بالوضع الإقتصادي والإجتماعي ومستوعبة لطبيعة المرحلة الإنتقالية" على أساس "التزام نضالي بمحاربة الفساد والدويلات التي تسعى إلى تفكيك الدولة". 

وعلقت صحيفة (الشارع المغاربي) على مواقف بعض الدول إزاء تطورات المشهد السياسي في تونس، قائلة: إن القوى الغربيّة الكبرى تدرك أن "زمن البرلمان المجمد قد ولّى، في حين تولي أهميّة لتوجهات الحراك الشعبي الرافض لفساد النخب الحاكمة السابقة"، وخصوصا "في ظل ما تشهده المنطقة من سقوط مدوّ لجماعات الإسلام السياسي عموما، ومع ذلك فإنها لا تتردد في ممارسة ضغوطها السياسية المعلنة والمستبطنة من أجل ما يتطلبه المشهد من وضوح للرؤية وللحفاظ عىل مصالحها".

صحيفة (الحرية)، من جانبها، تطرقت إلى تراجع حركات "الإسلام السياسي" في المنطقة العربية، وقالت: "ليس خافيا على أحد أن قادة هذه الحركات لا يرون في العمل السياسي سوى وسيلة لتحقيق المنافع وخدمة أجندتهم"، مشيرة إلى أن "النظر بعين واحدة إلى الأحداث والتفكير بعقل سياسي جامد يدعي الصواب والحكمة وامتلاك الحقيقة يؤدي بالضرورة إلى السقوط في النفق المظلم والإنحدار إلى الهاوية".

وتناولت صحيفة (نواة)، من جهتها، ملف الفساد المستشري بالبلاد، مقرّة بأن تونس لم تغادر المراتب الحرجة في تصنيف مؤشرات الفساد في العالم، حيث تخسر سنويا جراء الفساد نحو 8.4 مليارات دينار تونسي حسب أرقام نشرتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، في الوقت الذي ترقد مئات الملفّات التي كُشفت للرأي العام وأخرى لم تطلها يد العدالة في رفوف أرشيف المحاكم و الإدارات العمومية.

ودعت الصحيفة الرئيس قيس سعيّد إلى التعامل معها، حتى يَصدُق في وعيده الذي يُطلقه في كل مرة يظهر فيها..

من ناحيتها، أوردت جريدة (الصحافةعدة ملاحظات حول عودة تخبّط السياسة الخارجية التونسية، وتوقفت بالخصوص أمام الموقف إزاء العلاقات مع ليبيا، حينما "اختارت تونس فجأة التصعيد بشأن إغلاق الحدود، سواء بدواعي أمنية، أو كما هو مبرر رسميا لدواع صحية، وهو خيار خاطئ، باعتبار أن العلاقة مع الشقيقة ليبيا ظلت على درجة كبيرة من التميز، حتى في عزّ الحرب الأهلية، وحين كانت ليبيا بلا حكومة أو بعدة حكومات دفعة واحدة".

وأضافت أن المأمول "أن تعي الخارجية التونسية أن التعاطي مع الأشقاء الليبيين لم ولن يكون أبدا بمعاملتهم كأجانب، وعليها أن تعي أيضا أن النجاح الدبلوماسي لا يعتمد فقط على تطبيق البروتوكولات بحذافيرها، إنما يعتمد بالخصوص على فنّ راق وعريق اسمه فنّ الدبلوماسية".

وبمناسبة العودة المدرسية، علقت جريدة (الشروقعلى الأوضاع المتردية في مئات المدارس والمعاهد خاصة بالمناطق النائية، وعبرت في ذات الوقت عن استغرابها واستيائها العميق من صمت المسؤولين وعدم مبالاتهم إزاء ظاهرة الإنقطاع عن التعليم التي استفحلت منذ 2011 بحيث تسجل الإحصائيات انقطاع قرابة 100 ألف تلميذ سنويا ليُلقى بهم في الشوارع.

-0- بانا/ي ي/ع د/19 سبتمبر 2021