الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: نخب سياسية تجيد إهدار الفرص وإضاعة الوقت

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع على موضوعين رئيسيين هما تواصل الأزمة السياسية ومبادرات إجراء حوار وطني لتجاوزها، والمخاوف المتصاعدة من تفشي موجة ثالثة من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوقيد-19) على نطاق واسع.

وفي رصدها  المشهدَ السياسي المأزوم، قالت جريدة (الصباح): منذ فترة ليست بالقصيرة لم نعد متأكدين من أي شيء من كثرة ما يحيط بنا من غموض وضبابية. وأصبح التونسيون اليوم في حيرة من أمرهم حول ما يحدث من حولهم منذ أكثر من عشرية من الزمن.

وشككت الجريدة في حقيقة ما يدعيه البعض "ثورة" عام 2011، وقالت: ربما يكون قد حان الوقت كي نحصل فيه على أجوبة دقيقة تكشف الحقيقة كاملة حول ما جرى تحديدا يوم 14 يناير من ذلك العام، مرورا بظروف صعود الفاعلين الجدد في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية وحتى الإعلامية وصولا إلى ما ينشر اليوم من أخبار حول استغلال النفوذ وتكديس بعضهم، الثروات، على حساب الشعب الفقير.

وفي خضم تعقد الأزمة السياسية والنفور القائم بين رئاسة الجمهورية من جهة ورئاستي الحكومة والبرلمان من جهة أخرى، تحدثت الصحف عن "بوادر انفراج لمعضلة تنظيم حوار وطني" تشترك فيه جميع الأطراف الفاعلة في المشهد "علها تهتدي إلى مخرجات تكون منطلقا لتجاوز أزمة متعددة الأبعاد، وفتح آفاق جديدة أمام هذا الشعب الذي فقد ثقته في نخبه السياسية". 

من جهتها، أكدت جريدة ( الصباح) أن الوضع لم يعد يسمح بإضاعة المزيد من الوقت للدخول في حوار جدي شامل وهادف تغيب فيه كل الأجندات الحزبية والشخصية الضيقة وتعلو فيه أجندة السيادة الوطنية والإصلاحات بما يقطع مع سياسة العشوائية والترقيع في التعاطي مع القضايا والملفات الحارقة.

إلا أن زياد كريشان اعتبر، في افتتاحية لجريدة (المغرب)، أننا "نتلذذ في بلادنا بإهدار الفرص وبإضاعة الوقت، بسبب التصرفات النرجسية والفردانية لأهم مكونات الحكم والطبقة السياسة، الأمر الذي حال دون إصلاح أوضاع البلاد عامة وإنقاذها من الإفلاس والوهن النهائي".

في المقابل، أثنى كاتب الإفتتاحية على تصرف المركزية النقابية "كقوة وطنية أساسية تسعى جاهدة لإنقاذ الدولة ومن ثمة إنقاذ البلاد ، وهي بصدد الإنفاق من رصيدها الكبير من أجل إقناع الجميع بأننا لم نعد نملك الوقت لاستنزاف ما بقي لنا من جهد في هذا العبث الكارثي".

ومع تواصل ما أسمته جريدة (الصباح) "سنوات من الصراع الأجوف والتقاتل على الخراب"، أكدت أن الشعب صامت الى حين، ينتظر ويراقب ويراكم غضب سنوات مكتوم، وإذا حصل وانفجر فإنه "سيكون غضبا أسودا متوحشا لا يمكن لأحد كبحه أو توقع نتائجه"

هذا المشهد الضبابي الذي تسببت فيه نخب قذفت بها الصدف والمال السياسي إلى السلطة عقب أحداث  2011، صاحبته ظاهرة فساد أصبح ينخر المؤسسات العمومية والخاصة على حد سواء، إلى درجة أن جريدة (الصحافة) أكدت أن "الفساد المالي أصبح يتجول عاريا على قارعة الفضائيات التونسية ويتم التطارح بشأنه كما الطفح الجلدي ولكن لا دواء ولا لقاح للقضاء عليه، ويعترف القاصي والداني بكونه اللاعب المركزي في المشهد التونسي منذ 2011، وخاصة من قبل حركة "النهضة" وحزب "قلب تونس".

وبخصوص الوضع الوبائي نتيجة تصاعد وتيرة الإصابات بفيروس كورونا، لاحظت صحيفة (الشروق) "استمرار سياسة الإرتجال وغياب الشفافية في إدارة أزمة كوفيد-19 في تونس، الأمر الذي أفقد الإجراءات الوقائية مصداقيتها وجعل الناس تنتهج نوعا من التمرد في الفضاءات العامة وذلك بعدم احترام اجراءات التباعد الجسدي بالإضافة إلى رواج معلومات زائفة حين يتم تدجين العلم وحين تكون إدارة الأزمة سياسية بامتياز".

بدورها، قالت جريدة (المغرب) يبدو أن الأيام والأسابيع القليلة القادمة ستكون صعبة على البلاد أمام التفشي السريع لفيروس كورونا وخاصة مع انتشار السلالة البريطانية التي تتميز بسرعة الإنتشار وشدة الخطورة.

كما استهجن عدد من الصحف "لا مبالاة الدولة بخطر العدوى عند هذا الحد من خلال سماحها بتنظيم المسيرات السياسية التي يتجمع فيها الآلاف وهو ما ساهم في ارتفاع أعداد المصابين، كما لم تنجح في فرض إجراءات صارمة بالنسبة للوافدين من خارج البلاد، وهو ما تسبب للمرة الثالثة في ارتفاع نسق موجات الإصابات".

-0- بانا/ي ي/ع د/ 04 أبريل 2021