الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: معركة عبثية جديدة داخل منظومة الحكم

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الجرائد التونسية الصادرة هذا الأسبوع، على الأوضاع الداخلية وفي مقدمتها حالة الإحتقان السياسي والإجتماعي، ومسيرات الإحتجاج الرافضة والمنددة بهذه الأوضاع.

ونشر عدد من الصحف، اليوم الأحد، نتائج نوايا التصويت في التشريعية، حيث تصدر "الحزب الدستوري الحر" المرتبة الأولى، في حين أوضجت أن الرئيس قيس سعيّد مرشح للفوز بالرئاسة من الدور الأول. وأبرزت النتائج أن 65 بالمائة من التونسيين غير راضين عن المناخ العام للبلاد و 62 بالمائة تؤيد رفع الحصانة عن النواب بالبرلمان بسبب الشغب والصراعات.

ولاحظت الصحف، في عديد الإفتتاحيات والمقالات، أنه بعد عقد من عمر ثورة اندلعت رفضا للفساد والظلم والإستبداد أصبحت البلاد أمام نخب سياسية لم تستوعب الدرس ولم تستطع كسب ثقة الرأي العام الذي يكشف كل يوم إصرارها على الغرق في مستنقع المراهقة السياسية.

وتطرقت جريدة (الصحافة) إلى الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات عديدة، ولاحظت أن "العقل السياسي التونسي اليوم متوقف عند المصالح الحزبية والفردية الضيقة، ومع غياب المحكمة الدستورية سيتواصل عبث الهواة والحاقدين والثأريين وسيظل الشعب التونسي رهينة لهؤلاء".

من جهتها، قالت جريدة (الشروق) يبدو المشهد على مستوى رؤوس السلطة محكوما بطروحات هي أقرب إلى "المشاريع الإنقلابية يسعى من خلالها كل طرف إلى افتكاك أوسع ما يمكن من مساحات النفوذ مستفيدين من غياب المحكمة الدستورية وألغام فصول الدستور لتصعيد الصراع الذي لم يساهم إلا في مزيد إرباك مؤسسات الدولة".

بدورها، وصفت جريدة (الصحافة) ما يحدث بأنه "معركة عبثية جديدة داخل منظومة الحكم ستعود بالوبال على أركانها قبل غيرهم لأنها ستزيد في تعرية نواياهم وحساباتهم الخاصة التي لا تخدم المصلحة الوطنية".

ودعت إلى تقاسم التضحيات والعمل على وقف النزيف قبل فوات الأوان، وهي الدعوة ذاتها التي عبرت عنها أيضا جريدة (المغرب) بالقول: "لنتازل لبعضنا البعض، لا حبّا في الآخر بل حماية للوطن قبل أن نضطر صاغرين إلى التنازل لقوى أجنبية مالية أو سياسية لا يعنيها كثيرا نجاح عيشنا المشترك وصمود ديمقراطيتنا الناشئة برغم تعثراتها العديدة".

وفي رصدها حالةَ الصراعات التي وصلت حدّ العنف داخل قبة البرلمان، لاحظت جريدة (الشروق) أن المؤسسة التشريعية "تسير ضمن سياق ينهي مشروعيتها الشعبية والسياسية بعد أن تحولت إلى بؤرة لترويج العنف والتحريض على الصدام المؤسساتي وتغذية التناحر السياسي". 

وفي سياق هذه الأوضاع كتبت جريدة (الصباح): "ليكن السادة حكام البلاد على ثقة بأنهم نجحوا في أمر واحد هو أنهم نغصوا على التونسيين حياتهم وأصابوا الأغلبية بالإحباط وجعلوا تونس في حالة كساد، وهي اليوم تبدو حزينة وفاقدة للأمل في المستقبل".

وعلقت الصحف التونسية على حلول الذكرى الثامنة لجريمة اغتيال المناضل اليساري شكري بلعيد، منددة بتعطيل المسار القضائي لهذا الملف وبالتحايل على القانون وسرقة الملفات والتعتيم وطمس الحقيقة.

وفي الشأن الصحي، أشارت صحيفة (المغرب) إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تسببت في أسوإ أزمة يمر بها التعليم والتعلم خلال قرن من الزمن، وفق تقرير للبنك الدولي، وقالت إن الحال في تونس ليس أفضل  وسيعمق الخوف من ارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة سنويا وارتفاع عدد المهددين بالأمية.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 07-فبراير 2021