وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: تونس تعيش على كمّ من الإبتذال والإنحطاط السياسي

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الجرائد التونسية الصادرة هذا الأسبوع ،على الأوضاع المحلية المتسمة بأزمة سياسة عميقة واحتقان اجتماعي متصاعد.

وأجمعت افتتاحيات الصحف على أن البلاد تعيش "كما من الإبتذال والإنحطاط الذي صرنا ننام ونصحو عليه والذي زادت الممارسات السياسية المتخلفة والبذيئة والصبيانية أحيانا، في تغذيته وفي جعل الحياة في تونس تكاد لا تطاق".

وعددت الافتتاحيات مظاهر الأزمة، مشيرة إلى أن "تونس اليوم ببساطة وبفعل الساسة الهواة، وحكام الصدفة، في أعلى قائمة البلدان التي تعاني فيها شعوبها من التعاسة والفقر والأمراض، حتى أننا نصنف اليوم، ضمن البلدان الأكثر فشلا في مواجهة وباء كورونا".

ورصدت جريدة (الصحافة) انحدار السلوك السياسي إلى أدنى درجاته الأخلاقية وإلى تكرر مظاهر العنف السياسي واللفظي تحت قبة البرلمان الذي "تحول الى فضاء لخرق القانون وانتهاكه في مشهد عبثي مخز ٍ ودون محاسبة أو إدانة لمن يمارسون هذا العنف من خلال تستر رئيس البرلمان على هذه الخروقات".

وفي ذات السياق، قالت جريدة (الشروق) إن حالة التعفن السياسي والتصعيد غير المسبوق بين مختلف مؤسسات الحكم تقود البلاد إلى مفترق طرق حقيقي إما بتغليب صوت الحكمة والتعقل في إدارة الخلافات على حدتها أو بالذهاب نحو خيارات قصووية قد تعصف بما تبقى من مسار الإنتقال الديمقراطي وتفتح الباب نحو المجهول.

وأكد أغلب كتاب المقالات أن التونسيين "يعيشون فصلا هزليا من فصول تنازع السلطات والصلاحيات بين رئيس الدولة ورئيسي البرلمان والحكومة، وهو فصل نجح في توجيه رسالة مضمونة الوصول إلى الشعب التونسي قاطبة مفادها أن "الرئاسات الثلاث التي يفترض أنها مؤتمنة على مصالح الشعب هي في واقع الأمر منشغلة بتجاذباتها وبصراعاتها على أشلاء سلطة".

وهنا تحديدا، تعتبر جريدة (الصباح) أن الأخطر هو "الإصرار على نهج صراع الكل ضد الكل ومزيد تعفين الأجواء وتوتيرها في سياق أزمة حادة صحية واقتصادية واجتماعية في وقت يستدعي التوجه بكل سرعة وإرادة صادقة إلى حلبات الصراع ضد كورونا وضد منع انهيار المنظومة الصحية والتعليمية وضد غلاء الأسعار والتضخم والفقر والتهميش".

وعبرت صحيفة (المغرب) عن اعتقادها بأن "ما عاشته تونس مؤخرا برهن على النهاية السياسية لمنظومة الحكم بكل مكوناتها"، مؤكدة "أننا لسنا فقط أمام منظومة مأزومة منتهية الصلاحية بل أمام أزمة نظام أصبح إصلاحه صعبا وكلفته قد تكون مرتفعة للغاية".

هذه المنظومة، تعتبرها جريدة (الصحافة)، من جهتها، "نتاج ما أفرزها دستور 2014، وهي منظومة أعلنت عن فشلها في قيادة دولة.. نظام سياسي لم يُذكِ سوى النزعة الإنتهازية لدى الطبقة الحاكمة"، مختتمة بالقول: "لا تستهينوا بغضب الشارع".

وبخصوص هذا الغضب تحديدا، أكدت صحيفة (الصباح) أن الشعارات التي رفعها الغاضبون في محيط مجلس النواب "الذين تنكروا للشعب وعزلوا أنفسهم خلف المتاريس، لم تختلف كثيرا عن شعارات ديسمبر 2011 حين فجر التونسيون ثورتهم" التي أطاحت بالدكتاتورية.

وفي هذا السياق، تساءل الكاتب لطفي العربي السنوسي، بجريدة (الصحافة): ما طبيعة الخلاف بين رأسي السلطة التنفيذية حتى يصل إلى هذا المدى الذي يهدّد أركان الدولة التونسية وسلامتها؟ وما الخطب حتى تصل تونس إلى هذه الحال من الإحباط والخوف والتدمير لكل ما هو مضيء؟

وأكد أن الخلاف إنما هو "حول النفوذ والصلاحيات أو لنقل معركة حول غنيمة السلطة وجاهها ومناطقها، وليس خلاف أفكار أو رؤى تخص شؤون الحكم والدولة".

وأمام هذه الوضعية المتوترة بالمشهد العام، اعتبرت الصحف أنه لا الوضع الداخلي يتحمل خلافات بهذا الحجم ولا الدول المانحة والصديقة والشقيقة والمنظمات المالية العالمية قادرة أيضا على مساعدة تونس في هذه الوضعية المتوترة، ولا الأزمة الوبائية أيضا تتحمل هكذا صراعات باتت تشكل خطرا على تونس يساوي أو يزيد عما يشكله الوباء نفسه.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 31 يناير 2021