الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

الصحف التونسية: تصاعد الغضب الشعبي في مواجهة منظومة فاشلة

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع ، على عدة مواضيع، أبرزها عودة الغضب والإحتجاجات إلى الشارع التونسي ضد منظومة الحكم، والوضع الوبائي الخطير الناجم عن جائحة فيروس كوروتا المستجد (كوفيد-19).

ورصدت جريدة (المغرب) تصاعد موجة المسيرات الإحتجاجية في البلاد، ومن بينها المطاهرة التي انطلقت أمس السبت بالعاصمة، و التي قوبلت"بالمتاريس الأمنية لمداخل الشارع الرئيسي والإنتشار الأمني المكثف والغاز المسيل للدموع في مواجهة المحتجين الذين استجابوا لدعوات التظاهر من أجل إسقاط منظومة تختزل في البرلمان والحكومة وأحزاب سياسية، يحملها الغاضبون مسؤولية ما آلت إليه أوضاعهم وأوضاع البلاد".

وفي تعليقها على هذه الموجة من الغضب الشعبي، لاحظت الصحف التونسية أن الهم اليوم قد "طال الجميع بسبب الإختيارات الفاشلة التي اتخذت طيلة العشرية التي تلت أحداث يناير 2011"، محمّلة الجميع مسؤولة الوضع الحالي، سواء المسؤول الفاشل أو الناخب الذي أساء الإختيار أو ما يعرف بالأغلبية الصامتة وكذلك الإعلام والنخبة السياسية والثقافية برمتها.

وأكدت أن "الديمقراطية لا تعني شيئا في مجتمع اختلت توازناته وتلاشت قيمه وتم تجهيله وتفقيره والتلاعب سياسيا بأفكاره وقناعاته وإخضاعه لرغبات ومصالح السياسيين الإنتهازية والأنانية باسم الشرعية والديمقراطية".

في ظل هذا الوضع، لاحظت جريدة (الصباح) أن شخصيات سياسية وأحزابا عديدة "تحاول التواري خلف إصبعها في مواجهة شارع متمرّد لم يعد مقتنعا بأن الديمقراطية تترجم آماله وتطلعاته في ثورة بدأت عظيمة وانتهت عقيمة".  

وأوضحت أن ما حدث ويحدث من احتجاجات وأعمال عنف إجابة قاطعة على أن الديمقراطية تبقى نظاما هشا قد يعجز عن تلبية احتياجات الجماهير إذا فشل في تأمين رغيف الخبز للشعب وفي منحه الكرامة.

ولاحظ عديد كتاب المقالات أن القاسم المشترك في التعاطي الرسمي والحكومي والإعلامي والمجتمعي يُظهر قصورا حادا في فهم واقع ولغة واحتياجات الشباب مما يحول دون بداية المعالجة الناجعة للمشكل لتتعمق الهوة أكثر فأكثر بين الطبقة السياسية والنخبة وبين فئة الشباب، فتزداد بذلك القطيعة وسيطرة مشاعر الرفض لكامل المنظومة.

وفي تعليقها على فشل المنظومة الحاكمة وما نجم عن سياساتها من أزمات، اعتبرت جريدة (المغرب) أن "دولة البرلمان" مثلها مثل "دولة الحزب" لا يمكن أن تخلف إلا الإنحراف الديمقراطي وهو ما نعيشه الآن، مشيرة إلى أن من مظاهر هذا الفشل والتخبط السياسي 17 تحويرا وزاريا على امتداد 10 سنوات.

في السياق ذاته، قالت جريدة (الصباح): على امتداد السنوات العشر الماضية تناوبت تسعة أسماء مختلفة على منصب رئيس الحكومة عايش معهم التونسيون 17 تركيبة حكومية مختلفة بوزراء يغادرون وآخرون جدد أي بمعدل تركيبة حكومية جديدة كل سبعة أشهر.. تغيرات واستقالات وإقالات فرضت نوعا من عدم الإستقرار وجعلت مسألة التقييم أو امتلاك رؤية تنموية اقتصادية واجتماعية شاملة أمرا أكثر من صعب.

واهتمت الأقلام التونسية على صفحات صاحبة الجلالة، بحالة الفزع والقلق التي يعيشها التونسيون جراء تصاعد موجة جائحة كورونا وارتفاع عدد الوفيات والمصابين في وقت يحذر الخبراء والأطباء من احتمال انهيار المنظومة الصحية في البلاد. وهنا تحديدا، أكدت جريدة (الصباح) أن تونس اليوم في لحظة كارثية بكل المقاييس، وقالت: يبدو أن التوصل إلى كسر المنحى التصاعدي لعدد الإصابات بفيروس كورونا كما الوفيات لن يكون بالأمر الهيّن برغم الإجراءات الإستثنائية المتخذة من قبل الهياكل المعنية.

وأمام هذا الوضع الكارثي، بدا واضحا أن الحكومة وجدت نفسها في مأزق كبير جراء وباء كورونا بالتوازي مع وضع اقتصادي واجتماعي صعب لايمكن معه فرض حجر صحي شامل. وهنا تقول جريدة (الشروق) يمكن تفهم هذا التخفي الحكومي بالنظر إلى ما أصبحت تثيره عبارات "الحجر الشامل " من مخاوف وهواجس لدى فئات عديدة من المجتمع أفقدت كثيرين موارد رزقهم.

واهتمت الصحف التونسية في كثير من أعداد هذا الأسبوع، بملفات الفساد التي يتم كشفها من حين إلى آخر، حيث تساءلت جريدة (ااشروق): من يقف وراء هذه الملفات؟ ومن كان وراء كل هذه الأطنان من السلع الفاسدة التي تدخل إلى الموانئ كل يوم ثم تتلف ويلقى بها في البحر؟.. ومن يراقب هذا الفساد ومن يحمي المفسدين في تونس؟

-0- بانا/ي ي/ع د/ 24 يناير 2021