وكالة أنباء عموم أفريقيا

غوتيريش : لا بد للنساء من قيادة المعركة ضد الأزمات المتزايدة والمترابطة

نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال الجلسة الافتتاحية للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، يوم الاثنين، "يجب أن تكون النساء والفتيات في الصدارة والمركز، وأن يفتتحن الطريق"، من أجل بناء مستقبل مستدام.

وتُعقد اجتماعات اللجنة تحت شعار "تحقيق المساواة بين الجنسين في سياق تغيّر المناخ والسياسات والبرامج للحد من مخاطر البيئة والكوارث".

ونقل بيان للأمم المتحدة عن غوتيريش قوله إن الأزمات المناخية والبيئية، إلى جانب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة لجائحة كورونا (كوفيد-19) توصف بأنها "القضايا المصيرية في عصرنا"، مذكرا بأن "استجابتنا الجماعية سترسم مسارنا لعقود قادمة".

وأوضح الأمين العام أن "حالات الطوارئ غير المسبوقة لأزمة المناخ والتلوث والتصحر وفقدان التنوع الحيوي، إلى جانب جائحة كوفيد-19 ووطأة النزاعات الجديدة والمستمرة، تسارعت وزادت كثافة، لتصبح أزمات واسعة النطاق ومترابطة تؤثر علينا جميعا".

ولفت غوتيريش انتباه المشاركين في الجلسة إلى أن تأثير هذا الضرر لا يحدث بشكل متساو.

وأكد أنه "في كل مكان، تواجه النساء والفتيات أكبر التهديدات وأشد الأذى".

وأعرب غوتيريش عن أسفه لأن النساء والفتيات يتخذن إجراءات لمواجهة أزمات المناخ، غير أنهن لا زلن مستبعدات إلى حد كبير من القاعات التي تُتخذ فيها القرارات.

ولاحظ الأمين العام الأممي أن النساء والفتيات اللائي يعشن في الدول الصغيرة الجزر وأقل البلدان نموا والأماكن المتضررة من الصراع هن الأشد تأثرا.

وتتضرر تغذيتهن ووسائل عيشهن بشكل غير متناسب بفعل قساوة الطقس، وتبلغ معاناتهن ذروتها عندما تصبح الموارد الطبيعية المحلية مهددة.

وكشف غوتيريش عن وجود أدلة متزايدة على أن زواج صغار السن واستغلالهم مرتبطان بأزمة المناخ.

وقال "عندما تضرب الكوارث المناخية، وهو ما يحدث بوتيرة متزايدة، تُبرز الأبحاث أن النساء والأطفال هم أكثر عرضة بنسبة 14 مرة للوفاة من الرجال".

وأعرب غوتيريش عن انزعاجه الشديد من زيادة العنف والتهديدات ضد المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات في مجال البيئة.

وأوضح أن "التمييز بين الجنسين يعني أن نسبة ضئيلة فقط من مالكي الأراضي والقادة هم من النساء"، لافتا إلى أنه "غالبا ما يتم تجاهل احتياجات ومصالح المرأة واستبعادها من السياسات والقرارات المتعلقة باستخدام الأراضي والتلوث والمحافظة على الطبيعة والعمل المناخي".

وأبلغ غوتيريش المشاركين في الجلسة أن النساء يشغلن فقط ثلث أدوار صنع القرار بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتفاق باريس، مضيفا أن 15 في المائة فقط من وزراء البيئة نساء.

وعلاوة على ذلك، فإن ثلث الأطر الوطنية للطاقة البالغ عددها 192 يشمل اعتبارات جنسانية في جميع أنحاء العالم، فيما لا تؤخذ الاعتبارات الجنسانية بعين الاعتبار إلا نادرا في تمويل المناخ.

وقال غوتيريش "يبرز ذلك، مرة أخرى، أننا نعيش في عالم يهيمن عليه الذكور بثقافة يسيطر عليها الذكور"، معتبرا أن الأمر يتعلق "بألفية من النظام الأبوي الذي يستبعد النساء ويمنعهن من إسماع أصواتهن".

وأضاف "لا يمكننا تحقيق أي من أهدافنا بدون مساهمات الجميع، بما في ذلك الرجال والفتيان، والعمل من أجل حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين".

يشار إلى أن اتفاق باريس يعالج فقدان التنوع الحيوي وتدهور الأراضي والتلوث، باعتبارها أمورا حيوية لضمان حياة كريمة للجميع على كوكب صحي.

ويرى أنطونيو غوتيريش أن وجود نساء وفتيات في مراكز القيادة وفي ميادين الزراعة وإعداد السياسات والاقتصاد والمحاماة والنشاط في مجال المناخ أمر حيوي لبناء اقتصاديات مستدامة ومجتمعات مستقبلية قادرة على الصمود.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 15 مارس 2022