الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تكليف امرأة بتشكيل حكومة جديدة يتصدر اهتمامات الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)-في قراءتها المشهدَ السياسي الحالي بالبلاد، قالت جريدة(الحرية) التونسية،إنه "ذاهب بالضرورة إلى فرز حقيقي وتبيان القوى السياسية المدافعة بشراسة عن مشروع الدولة المدنية والجمهورية الديمقراطية بأفقها الاجتماعي وتأسيسها لنظام سياسي متطور عصراني وحداثي يقطع نهائيا مع حكم المافيات واللوبيات وبعض عائلات المال المسيطرة بشكل كامل على اقتصاد البلاد وثرواتها الوطنية". 

واستأثرت تطورات المشهد السياسي في البلاد، وخاصة تكليف سيدة بتشكيل حكومة بعد طول انتظار، باهتمام الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع.

ولئن استحسن التونسيون تكليف أستاذة جامعية وامراة مستقلة عن العمل الحزبي والسياسي بتشكيل الحكومة الجديدة خلال فترة التدابير الاستثنائية، إلا أن افتتاحيات الصحف أوضحت أن مهمتها على رأس الحكومة لن تكون سهلة، فهي مطالبة بقيادة مرحلة صعبة من تاريخ البلاد تتسم بوضع استثنائي جدا وبتحديات جمّة على جميع المستويات.

وأشارت إلى أن حكومة نجلاء بودن، المزمع تشكيلها، تنتظرها حزمة من الملفات والقضايا العاجلة أبرزها الملف الاجتماعي والأزمة الاقتصادية والأوضاع الصحية في البلاد.

ولاحظ كتاّب عديد المقالات أن أحدا لن  يحسد رئيسة الحكومة الجديدة في تونس على منصبها،فالحكومة الجديدة من سوء حظها ستجد نفسها أمام تراكمات من فشل كل الحكومات السابقة وستعالج كل الأخطاء التي ارتكبها الذين حكموا البلاد طيلة أكثر من عشر سنوات أنهكت الأحزاب السياسية الحاكمة خلالها تونس وجعلتها على حافة الإفلاس وارتفعت فيها نسبة البطالة وغابت التنمية وانهار التعليم وانتشر الفساد في كل القطاعات.

وفي هذا المقام، تساءلت جريدة(الصحافة)عن ماهية هذه الحكومة وطبيعتها، خاصة وهي حكومة استثنائية تأتي في ظرف استثنائي وبقوانين استثنائية؟.

وقالت:من خلال الإختيار على السيدة بودن، يبدو أن التوجه الأولي سيكون في مسار حكومة اقتصادية، أو حكومة إنقاذ اقتصادي، يتولاها وزراء تكنوقراط من ذوي الاختصاص، حتى يتمكنوا كفريق من إخراج تونس من الأزمة الاقتصادية التي تردت فيها والتي دفعت الأحداث دفعا إلى حركة 25 يوليو، حسب تعبيرها.

بدورها، اعتبرت جريدة(الشروق)أن الحكومة الجديدة لن تكون"مكبلة"بالبرلمان أو بانتظار ما سيحصل داخله من تعطيلات للمصادقة على النصوص التي تحتاجها لأداء عملها، كما لن تجد نفسها تحت ضغوطات و"إملاءات" الأحزاب النافذة أو"لوبيات" ومافيات الفساد الاقتصادي والمالي على غرار ما حصل من مساومة وابتزاز رئيس الحكومة أو بعض الوزراء، من أجل خدمة مصالحها.

وفي ظل هذه الأوضاع، وصف حمادي بن جاءبالله، في مقال بجريدة(الشارع المغاربي) هذه الإملاءات وتغول بعض الأحزاب والمافيات بـ"الإستعمار الداخلي"، وأضاف: لحق أنه قلّ من يجادل -إلا عن مكابرة وسوء تقدير-في أن غالبة الشعب التونسي قرر أن يجعل من عيد الجمهورية هذه السنة، عيدَ إجلاء "الإستعمار الداخلي"وضع حد لعشر سنوات من تتالي الأزمات الإقتصادية والإحتقان الإجتماعي وانتشار الفساد بالمؤسسات الحكومية وتفشي البطالة بشكل مرعب.

وعلى الصعيد العربي،تطرقت جريدة(الشروق)إلى مساعي عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مشيرة إلى أن هذه العودة أصبحت مطروحة بقوة في أجندات دولة الجزائر التي سستضيف القمة العربية في مارس المقبل، في حين تدفع الآن عديد الدول نحو هذا المنحى خاصة العراق والأردن والإمارات.

وقالت:يبدو أن المنطقة تتغير بسرعة  بضوء أخضر أمريكي لإطفاء جميع الحرائق المشتعلة التي بدأت واشنطن في الانسحاب منها تدريجيا ولا تريد أن يحلّ محلّها أحد "أعدائها" روسيا أو الصين في صورة عدم إخمادها

-0- بانا/ي ي/ع د/03 أكتوبر 2021