الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تفاقم الوضع الوبائي يتصدر اهتمامات الصحف التونسية

تونس العاصمة-تونس(بانا)- تصدر الوضع الوبائي في تونس وارتفاع الأسعار، اهتمامات الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع.  

ورصدت الصحف في متابعاتها الأوضاعَ الصعبة على كل المستويات الصحية والمالية والإقتصادية والإجتماعية، ملاحظة "التعاطي غير العقلاني" من قبل الماسكين بمقاليد الحكم -رئاسة وحكومة وبرلمانا- وكأنه طاب لهم المقام في "كواكبهم" فدفعوا في اتجاه التطبيع مع ازمة سياسية وجعلها "أمرا عاديا" وجب التعايش معه في انتظار أن تتحقق لأحدهم القدرة على حسم الأزمة لصالحه.

وفي هذا المقام، اعتبرت جريدة (الصباح) أن الحكومة قد اختارت الإبتعاد بمسافة لافتة عن الشفافية، من ذلك العلاقة الحالية مع صندوق النقد الدولي إذ تشير إلى أنها قد وجهت طلبا رسميا للحصول على قرض جديد وهو ما نفاه بشدة أحد كبار مسؤولي الصندوق، يضاف إلى ذلك عدم وضوح في مواجهة جائحة فيروس كورونا، وإخفاء للوضعية الحقيقية.

وفيما يتعلق بالوضع الصحي بالبلاد نتيجة التصاعد الخطير في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أجمعت الصحف على أن ما يحدث اليوم في حق التونسيين "كارثة بكل المقاييس"، وقالت: "إن لم تمتد يد المساعدة للتونسيين وإنقاذ أرواحهم فسيكون الأمر بمثابة جريمة مكتملة الأركان"، داعية اللجنةَ العلمية لمجابهة جائحة كورونا  إلى الخروج عن صمتها ومخاطبة المواطنين عبر وسائل الإعلام الجماهيرية لإبراء الذمة مما يحدث، وعلى كل من رأسي السلطة التنفيذية أن يتحملا مسؤوليتهما كاملة.

ولاحظت جريدة (الصباح) أن هناك تقاربا في معدل الوفيات بين جنوب إفريقيا، وهو المعدل الأعلى في القارة بـ89 وفاة لكل مائة ألف ساكن، وبين تونس الثانية التي تسجل 80 وفاة لكل مائة ألف ساكن، إلا أن الجريدة أوضحت أن تونس سجلت خلال الأسبوع المنقضي أعلى عدد وفيات في إفريقيا، وصل إلى 460 وفاة وجنوب إفريقيا 437 وفاة. 

وأمام الوضع الصحي الذي يصفه الأطباء بـ"الخطير جدا" و"الكارثي"، تساءلت منيرة رزقي، في جريدة (الصحافة): إلى متى يصمت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عما يحدث للتونسيين الذين يواجهون الوباء الشرس بمفردهم دونما مؤازرة أو دعم مادي أو معنوي؟

وهل سيواصل الفاعلون السياسيون التفرج على النزيف البشري غير مكترثين أو مبالين بوجع التونسيين وحرقتهم؟.. وهل سيطول صمت رئيس الحكومة وتجاهله المتعمّد لكل ما يحدث؟

من جهتها، وعلى أثر الإنتشار المتسارع لفيروس كورونا والإكتظاظ  بالمستشفيات العمومية، دعت صحيفة (الحرية) إلى تشديد الرقابة على المصحات الخاصة "التي استغلت الظرف الوبائي للإثراء وابتزاز المواطن وصل الأمر عند بعضهم حد احتجاز جثث الموتى"، وهنا تساءلت: من يوقف جبروت المصحات الخاصّة؟

وأكدت الصحيفة على ضرورة وضع أقسام علاج مصابي كوفيد بالمصحات الخاصة تحت تصرف الدولة وبإشراف مباشر من أطباء من الصحة العسكرية.

وتطرقت الصحف، في أكثر من مقال، إلى الحديث عن تجاوز تونس جميع الخطوط الحمراء المتعلقة بالحوكمة والأمان المالي كما أن هناك مخاوف حقيقية من خفض التصنيف السيادي للبلاد.

وهنا، قالت جريدة (المغرب) إن كل المؤشرات تكشف أن البلاد في قلب الأزمة المالية وأن شبح العجز لم يعد فرضية نظرية بل واقعا نتجه اليه.

وأكدت أن هذا الوضع الذي بلغناه "يكشف أن هذه الحكومة فشلت كليا، فهي لم تكتف بالعجز عن تحقيق أولى تعهداتها وهي وقف نزيف المالية العمومية بل فاقمت من هذا النزيف".

وتطرقت جريدة (الشروق)، من جانبها، إلى ظاهرة ارتفاع الأسعار التي عرفت خلال السنوات الأخيرة قفزا غير مسبوق مقابل تدهور كبير في المقدرة الشرائية للتونسيين، وقالت إن تونس هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعلن حكومتها أنها تعجز عن التحكم في الأسعار، مشيرة إلى أن حكاية العرض والطلب في تونس حكاية بعيدة عن الواقع، حيث الأسعار تتحكم فيها لوبيات التهريب والتجارة الموازية ولوبيات الوسطاء.

-0- بانا/ي ي/ع د/ 18 أبريل 2021