الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

تحذير من "رياح عكسية" جديدة قد تهدد اتفاق السلام في جنوب السودان

نيويورك-الولايات المتحدة(بانا)- حذر الممثل الخاص للأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، يوم الأربعاء، في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي، من أن "الرياح العكسية" الجديدة قد تهدد اتفاق السلام الهش في البلاد، بعد سنوات من الصراع الأهلي الوحشي.

ودعا هايسوم "الأطراف إلى استحضار شعور متجدد بالإرادة السياسية وبناء الثقة، لتفادي حالة الشلل، وفي أسوأ السيناريوهات، انهيار اتفاق السلام".

ولا تزال أحدث دول العالم نشأة غارقة في عدم الاستقرار والصراع منذ استقلالها عن السودان قبل 10 سنوات.

وفي سنة 2018 ، وقع الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق ومنافسه السياسي منذ فترة طويلة، رياك مشار، هذا الاتفاق، على أمل إنهاء الأزمة.

وأشار بيان للأمم المتحدة إلى أن الممثل الخاص نوه، خلال إحاطته السابقة أمام مجلس الأمن في سبتمبر الماضي، إلى "خطوات كبيرة"، غير أن تقييمه كان أكثر حذرا يوم الأربعاء، عندما تحدث عن "زخم منخفض".

وأبرز أن "الخطوات المتخذة حتى الآن في تنفيذ اتفاق السلام الذي تم تنشيطه مرحب بها، إلا أنها غير كافية لاستمرار عملية السلام".

ويتمثل أحد التحديات في إنشاء القوات الموحدة الضرورية، والتي وصفها المبعوث الخاص بأنها "خطوة أولية في عملية معقدة ولكنها أساسية لبناء جيش وطني".

وكان هايسوم قد التقى يوم 08 ديسمبر الجاري مع سيلفا كير، وأطلعه على مخاوفه. وعقب ذلك اللقاء، أعلن مجلس الدفاع المشترك عن إحراز بعض التقدم في تنفيذ الترتيبات الأمنية الانتقالية.

كما أعلن الرئيس عن إجراء انتخابات بحر سنة 2023 . لكن المبعوث الخاص، لم يستبعد أن يواجه ذلك "تحديا كبيرا" في العام المقبل من الفترة الانتقالية.

ويتوقع المبعوث الخاص "ارتفاع درجة الحرارة السياسية الداخلية" مع اقتراب موعد الانتخابات، معربا عن "عميق قلقه" بشأن القيود المفروضة على الفضاء المدني.

وأعرب هايسوم، أمام ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، عن قلقه إزاء بطء تشغيل البرلمان، ما قد يتسبب في "مأزق" بشأن مشاريع قوانين مهمة لتسهيل صياغة الدستور، والتحضير للانتخابات، وإنشاء مؤسسات عدالة وطنية، واعتماد الميزانية الوطنية، وإصلاحات مالية عامة.

وفيما يتعلق بحماية المدنيين، فإن وقف إطلاق النار الدائم ما يزال قائما، وانخفض عدد الضحايا المدنيين المنسوبين إلى العنف المحلي بمقدار النصف تقريبا سنة 2021 ، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.

وعزا المبعوث الأممي ذلك "جزئيا" إلى عمليات بعثة الأمم المتحدة (أونميس).

وحذر هايسوم، مع ذلك، أعضاء المجلس من أن المدنيين لا يزالون يتحملون عبء الصراع، "ما يطيل أمد دوامات الصدمة والانتقام التي تقوض احتمالات المصالحة على المدى البعيد وتضميد الجراح المجتمعي".

من جانبها، قدمت مديرة قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)، وفاء سعيد، نفس اليوم، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي.

ولاحظت وفاء سعيد أن دولة جنوب السودان تواجه أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي منذ استقلالها سنة 2011 ، وتجدد الصراع منذ 2013 .

وأوضحت أن آخر تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل حول الأمن الغذائي يشير إلى أن 2ر7 مليون شخص بلغوا، بين أبريل ويوليو الماضيين، مرحلة الأزمة، بينهم 4ر2 مليون شخص بلغوا مرحلة الطوارئ، مضيفة أن حوالي 108000 شخص في ست مقاطعات واجهوا مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتفيد التقديرات أن حوالي 4ر1 مليون طفل دون سن الخامسة و 480000 امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العلاج، وهو أعلى رقم مسجل منذ سنة 2013 .

ووفقا لآلية تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح حوالي 300 ألف شخص عن ديارهم بين مارس وأكتوبر الماضيين، ما رفع عدد النازحين إلى مليوني شخص.

كما يغادر البعض جنوب السودان، بينهم حوالي 70 ألف شخص عبروا إلى السودان هذا العام وحده.

وعلاوة على كافة التحديات الأخرى، سلطت وفاة سعيد الضوء على انعكاسات تغير المناخ التي تلقي بثقلها الكبير، مشيرة إلى تضرر حوالي 835000 شخص من الفيضانات الكارثية للعام الثالث على التوالي.

-0- بانا/م أ/ع ه/ 16 ديسمبر 2021