الأخبار

وكالة أنباء عموم أفريقيا

مع انتشار فيروس كورونا، أكثر من 117 مليون طفل معرضون لخطر فقدان لقاحات الحصبة

جنيف-سويسرا(بانا)- في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في بلدان العالم أجمع، قد يفقد أكثر من 117 مليون طفل تلقي لقاح الحصبة المنقذ للحياة، حسب وكالتين تابعتين للأمم المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء.

وفي ظل هذه الخلفية الخطيرة بالفعل، تم الآن إيقاف حملات التلقيح الوقائية والاستجابة للحصبة مؤقتا أو تأجيلها في 24 دولة للمساعدة في تجنب انتشار كوفيد-19. ولذلك انضمت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى شركاء آخرين في بيان لدعم المبادرة العالمية ضد الحصبة والحصبة الألمانية، وهي شريك عالمي أسسته الوكالتان مع الصليب الأحمر الأمريكي ومراكز الرقابة والحماية من الأمراض في الولايات المتحدة وهيئة الأمم المتحدة.

وحذرت الوكالتان من أن أكثر من 117 مليون طفل في 37 دولة، يعيش العديد منهم في مناطق تشهد تفشي مرض الحصبة، قد يواجهون تعليق أنشطة التحصين المجدولة.

وأشارت المبادرة العالمية إلى أن هذه الجائحة (كوفيد-19) التي تجتاح العالم، تتطلب جهدا منسقا والتزاما بالموارد لضمان حماية العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية في جميع أنحاء العالم، وهم يواجهون ويستجيبون لهذا التهديد الجديد. وفي الوقت نفسه، "يجب علينا أيضا أن نؤيد الجهود المبذولة لحماية خدمات التحصين الأساسية، الآن وفي المستقبل".

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية جديدة أقرها فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتحصين - لمساعدة البلدان على الحفاظ على أنشطة التحصين أثناء جائحة كـوفيد-19.

وتوصي المبادئ التوجيهية الحكومات البلدان على مواصلة خدمات التحصين الروتينية، مع ضمان سلامة المجتمعات والعاملين الصحيين. كما تطلب التوصيات من الحكومات إجراء تحليل دقيق للمخاطر والفوائد عند اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم تأجيل حملات التطعيم استجابة لتفشي المرض، مع إمكانية التأجيل حيث تعتبر مخاطر انتقال كوفيد-19 عالية بشكل غير مقبول.

وفي حال تم الاختيار الصعب لإيقاف التطعيم بسبب انتشار كوفيد-19، حثت المبادرة القادة على تكثيف الجهود لتعقب الأطفال غير المطعمين، للتمكن من تزويد السكان الأكثر ضعفا بلقاحات الحصبة بمجرد أن يصبح القيام بذلك ممكنا.

وبرغم تزايد الطلبات على الأنظمة الصحية والعاملين في الخطوط الأمامية أثناء وبعد خطر كوفيد-19، شددت المبادرة على أن تقديم جميع خدمات التحصين، بما في ذلك لقاحات الحصبة، ضروري لإنقاذ الأرواح التي كانت ستفقد لولا هذه اللقاحات.

وتدعم عمليات المبادرة المراقبة والتقييم، الحاجة إلى حماية المجتمعات والعاملين الصحيين من كوفيد-19 من خلال فترة توقف للحملات الجماعية، حيث تكون مخاطر المرض عالية. ومع ذلك، لا يجب أن يعني ذلك أن الأطفال سيفوتهم التطعيم بشكل نهائي.

ودعت المبادرة إلى بذل جهود عاجلة الآن على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية للتحضير لسد فجوات المناعة التي سيستغلها فيروس الحصبة، عن طريق ضمان توافر اللقاحات، ووصولها إلى الأطفال والسكان المعرضين للخطر، في أسرع وقت ممكن، للحفاظ على سلامتهم.

وعلى الرغم من وجود لقاح آمن وفعال لأكثر من 50 عاما، أشارت المبادرة إلى ارتفاع حالات الحصبة خلال السنوات الأخيرة، مما أودى بحياة أكثر من 140 ألف شخص في 2018، معظمهم من الأطفال والرضع – وكل هذه الوفيات كان يمكن الوقاية منها.

وذكرت المبادرة أن هذا العدد المذهل لا يشمل عدد الرضع الذين قد لا يتم تطعيمهم بسبب تأثير كوفيد-19 على خدمات التمنيع الروتيني. من المرجح أن يموت الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرا بسبب مضاعفات الحصبة، وإذا لم يتم إيقاف انتشار فيروس الحصبة، فإن خطر التعرض للحصبة سيزداد يوميا.

وأشادت بروح البطولة التي يتمتع بها عمال الصحة والطوارئ في جميع أنحاء العالم، وقالت نحن ندرك الدور الحيوي الذي يلعبونه في تقديم معلومات واضحة وموثوقة، وكذلك الرعاية الوقائية والداعمة داخل مجتمعاتهم.

ودعت المبادرة إلى الاستثمار في العاملين في مجال الصحة والتأكد من حمايتهم من العدوى وتمكينهم كجزء من أنظمة صحية أولية مستدامة وعاملة. "إنهم خط الدفاع الأول ضد الأوبئة العالمية. نحن ندرك أيضا دور الوالدين ومقدمي الرعاية في ضمان تلقيح أطفالهم من خلال اتباع التوصيات بما يتماشى مع التوجيه الوطني."

وأخيرا، دعت المبادرة البلدان والقادة المحليين إلى تنفيذ استراتيجيات تواصل فعالة لإشراك المجتمعات، والمساعدة في ضمان حياة صحية لكل طفل خاصة في هذا الوقت العصيب.

وتعمل المبادرة بالتعاون الوثيق مع التحالف العالمي من أجل اللقاحات (غافي)، لتحقيق هذه الأهداف.

-0- بانا/م أ/س ج/14 أبريل 2020